المصدر / وكالات - هيا
اعتبرت مجلة ذي أتلانتيك الأميركية –شأنها في ذلك شأن العديد من المحللين والمسؤولين الغربيين- أن الرواية السعودية بشأن مصير الصحفي السعودي جمال خاشقجي منقوصة.
وتنقلت الرواية السعودية منذ اختفاء خاشقجي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري في قنصلية بلاده بإسطنبول، من الإنكار إلى الموت بعد شجار مع 15 شخصا وأخيرا الموت خنقا لدى محاولة الأشخاص إسكات صراخه.
وأشارت المجلة في مقال كتبه الباحث في برنامج عن الإرهاب بجامعة جورج واشنطن حسن حسن إلى أن الحلقة المفقودة في الرواية السعودية عقب اعترافها بمقتل خاشقجي أنها لم تكشف عن مكان جثته، وهو ما يضفي مصداقية على الرواية التركية منذ أسبوعين.
وتوصل الأتراك إلى روايتهم التي تفيد بمقتل خاشقجي في القنصلية السعودية، بناء على صور دخوله القنصلية وعدم خروجه منها.
ويضيف مقال المجلة أن نظرية الشجار العفوية لا تفسر إقالة سعود القحطاني الذي يعد من المقربين من ولي العهد محمد بن سلمان، والذي كان يقود ما يعرف بـ "الذباب الإلكتروني" ضد معارضي الحكومة، خاصة عقب فرض الحصار على قطر.
واعتبر أن إقالة القحطاني لا تعدو كونها توبيخا ناعما من الملك إلى ولي عهده، مشيرا إلى أن أحد المسؤولين السعوديين توقع أن تغير السلطات من طريقتها الفظة في التعاطي مع المعارضين.
ويستبعد كاتب المقال قيام الملك سلمان بن عبد العزيز بإجراء تغييرات جذرية، خلافا لما يعتقده بعض المحللين، مشيرا إلى أن ولي العهد سيتغلب على العاصفة وسيبقى الحاكم الفعلي للبلاد، وإلا فلماذا عينه الملك مسؤولا عن لجنة وزارية لإعادة بناء قيادات أجهزة المخابرات؟
وفي محاولة لإبعاد اللوم عن ولي العهد أوضح المسؤولون السعوديون أن ثمة أوامر عامة بإعادة المعارضين إلى السعودية، ولكن الـ18 شخصا (الذين اعتقلوا) تجاوزوها.
ورغم أن الرواية السعودية منقوصة –يقول الكاتب حسن حسن- فإنه سيكون لها صدى في الداخل، حيث وضع الملك حدا لإنكار بلاده مقتل خاشقجي، أو إلقاء اللائمة على تركيا وقطر.
وفي الخارج –يتابع الكاتب- سيبقى الضرر الذي نجم عن هذا الحدث فترة طويلة، ولا سيما أن العديد يعتقدون أن ولي العهد هو من أمر بقتل خاشقجي، كما أن هذه الجريمة الوحشية أضرت بسمعة ولي العهد في الخارج إلى درجة أنه ربما لا يمكن إصلاحه، لتذهب ملايين الدولارات التي أنفقها لتحسين صورته هباء منثورا.
ويختم المقال بأن كل ذلك لا يعني أن شيئا ملموسا سيتغير، ومن غير المحتمل أن يؤدي مقتل خاشقجي في النهاية إلى تعديل في العلاقات الخارجية مع السعودية ودورها في المنطقة، موضحا أن واشنطن لن تعيد تحالفاتها في الشرق الأوسط لأنها فقدت ورقة التين، وفق تعبيره.