المصدر / وكالات - هيا
قاد الأنبا أنطونيوس مطران القدس والشرق الأدنى، لليوم الثاني على التوالي وقفة احتجاجية، صباح اليوم، أمام دير السلطان في القدس، بعد إخطاره من قبل الخارجية الإسرائيلية، بدخول لجنة هندسية إسرائيلية بدخول الدير لعمل ترميمات داخله انحيازًا للرهبان الأحباش المستوليين عليه، ودون إرجاع ملكية الدير للكنيسة القبطية.
وشهدت الوقفة مصادمات بين رهبان الدير وقوات الاحتلال، واعتدت قوات الاحتلال بالضرب على الرهبان في أثناء الوقفة السلمية، وتم سحل واعتقال الراهب مكاريوس الاورشليمي، وإدخال المعدات للترميم بالقوة، ولم يصدر عن الكنيسة حتي الآن أي بيانات عن تلك الأحداث.
يُذكر أن الكنيسة أقامت 3 قضايا أمام محكمة العدل العليا الإسرائيلية تطالب بعودة الدير لملكيتها، وأصدرت المحكمة قرارها رقم 109/71 في 16 مارس 1971، بإعادة المقدسات المغتصبة إلى أصحابها قبل 6 أبريل 1971، لكن حكومة الاحتلال الإسرائيلية أصدرت قرارا مؤقتًا بإيقاف الحكم في 28 مارس 1971، ليُصدر البابا شنودة الثالث وقتها قرارًا بمنع زيارة الأقباط للأراضي المقدسة، أمام تعنت إسرائيل بعدم تنفيذ الحكم.
كما رفعت الكنيسة دعوى أخرى أمام المحكمة العليا بالقدس، فحكمت أيضًا بالإجماع في 9 يناير 1979 بأحقية الكنيسة المصرية في تسلم دير السلطان، وفي 26 مارس 1980 قرر المجمع المقدس منع زيارة الأقباط للقدس إلا بعد عودة دير السلطان للكنيسة.
ويعد دير السلطان ديرًا أثريًا للأقباط الأرثوذكس، ويقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس المحتلة في حارة النصارى بجوار كنيسة القديسة هيلانة وكنيسة الملاك، والممر الموصل من كنيسة هيلانة إلى سور كنيسة القيامة، وتبلغ مساحته نحو 1800 متر مربع، وقام صلاح الدين الأيوبي بإرجاعه للأقباط بعد استيلاء الصليبيين عليه، ولعلّه عُرف من وقتها باسم "دير السلطان"، وظل دير السلطان في ملكية الكنيسة القبطية قبل الاحتلال الإسرائيلي للقدس في 1967، ليقوم الاحتلال في ليلة عيد القيامة وتحديدًا في 25 أبريل 1970 بالاستيلاء على الدير وتمكين الأحباش الإثيوبيين المقيمين بالدير منه في صباح اليوم التالي.