المصدر / وكالات - هيا
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح #السيسي أن مصر كانت "مرشحة للانتحار القومي"، معتبراً أن الجهد المبذول خلال الخمس سنوات السابقة لإعادة الاستقرار والسلام للدولة المصرية غير مسبوق.
وأشار السيسي، خلال كلمة له بمنتدى الشباب المنعقد بشرم الشيخ والذي يشارك فيه الآلاف من شباب العالم، إلى أن #مصر "أحبطت مخططات لدول خارجية حاولت التدخل في شؤونها"، مضيفاً أن "التحرك غير المدروس - ولن أقول مؤامرة - الذي شهدته مصر خلال الأعوام السابقة، فتح أبواب الجحيم على البلاد".
وحذر الرئيس المصري من "محاولات التغيير بالقوة"، مضيفاً أن "التغيير بالقوة يجعلنا نفتح أبواب الجحيم، وهناك فترة مرت على مصر كان كل ما يهمنا فيها العودة للحالة التي كنا عليها قبل 25 يناير 2011". وأكد أن "الجميع يتمنى الوصول بالدولة المصرية إلى الحالة التي كانت عليها قبل 25 يناير 2011".
وشدد السيسي على أن "حشد الشباب والرأي العام لتغيير المجتمعات بقوة قد يخرج عن السيطرة، وقد ينتج عنه فراغ هائل"، مشيرا إلى أن "الفراغ سيؤدي إلى تدافع القوى المحلية والخارجية من أجل التدخل في شؤون الدولة، ومن ثم إسقاط المؤسسات".
وكشف أن "التكاليف المالية والأخلاقية والسياسية التي دفعتها الدول التي تشهد نزاعات كانت أكبر بكثير من المتوقع"، قائلاً: "انظروا إلى صورة الدول التي تعاني نزاعات بشكل كلي، فهل الطفل والطفلة داخل معسكر اللاجئين الذين لم يشاهدوا في حياتهم سوى الدمار هل سيصبحون أسوياء عندما يكبرون؟".
وأوضح السيسي أن "التحطم الاقتصادي للدول من أكبر المشاكل التي تواجهها"، معتبراً أن إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي تجري حالياً في مصر تعد الأكبر على مدار تاريخها الحديث.
وقال السيسي إن "صراع الإنسان مع نفسه من أجل رفضه للواقع المحيط به حفاظاً على استقرار وطنه، أهم من الصراعات مع غيره"، مضيفا أنه "لولا استيعاب المصريين وحرصهم على وطنهم بعد التحرك غير المدروس لما وصلنا لتلك النتيجة من الإصلاحات التي تمت".
وكشف الرئيس المصري أن "فتح باب الفوضى تسبب في كسر حاجز استخدام السلاح من قبل الجماعات الإرهابية التي كانت تقطن مصر منذ فترة"، مضيفا أن "الجماعات الإرهابية لديها استعداد للاستيلاء على السلطة باستخدام السلاح".
كما أشار إلى أن "الصراع الدائر في جميع أنحاء العالم يقوم على الصراع على السلطة والمال"، مؤكداً أن "أقل التقديرات اللازمة لإعمار دولة مثل سوريا تصل إلى 300 مليار دولار".
في السياق نفسه، أكد الرئيس السيسي أن "التجربة المصرية في مواجهة التطرف والإرهاب تؤكد أن بناء السلام الاجتماعي داخل الوطن الواحد يجنبها الدخول في صراعات"، مشيراً إلى أن "تعارض مصالح الدول والمعايير المزدوجة في التعامل تعتبر من أهم أسباب تأجيج النزاعات في العالم، مما يستدعي تطوير الآليات الدولية القائمة للوقاية من النزاعات".
ووجه السيسي حديثه للشعوب قائلاً إنه "حتى لو كان الحكام السابقين غير جيدين، فلا تنخدعوا بالشعارات والكلام المعسول الذي يؤدي بكم إلى الضياع"، مطالبا الشعوب بـ"العمل والصبر والتحمل حتى لا تضيع أوطانهم".
وأضاف: "لو دمرتم بلادكم فلن تعود.، أفغانستان لم تعد منذ 50 عاما، والملايين قتلوا في سوريا والعراق. وإذا كنا نحترم الإنسانية فعلى الجميع أن يقول الحقيقة للشعوب كي تكون لدينا إنسانية".
وقال الرئيس المصري إن "البنية التحتية التي تحطمت في دول المنطقة التي شهدت صراعات ونزاعات، من أعقد وأصعب المشكلات"، مضيفاً: "نحن في مصر نستهلك 3.5 مليار دولار شهرياً، فمن سيمنحهم لنا لو حدثت فوضى وخراب ببلادنا؟".
وأضاف أن "الحفاظ على الدول هو حق من حقوق الإنسان، وجميع الشباب هنا وفي العالم في حاجة إلى معرفة كيفية الحفاظ على مقدرات الدول".