• facebook
  • twitter
  • google+
  • youtube
  • rss
أحدث الأخبار|

خامنئي ينفي ضلوع إيران في هجوم حماس على إسرائيل هذه الدول بدأت بإجلاء رعاياها من إسرائيل روسيا تتهم أميركا بالتحضير لتجارب نووية في صحراء نيفادا واشنطن تعرض على إسرائيل "خبراء" لتحرير الرهائن إستشهاد عضوي المكتب السياسي لحماس بغارة للاحتلال محمد بن سلمان يعلن موقف بلاده تجاه ما يدور في فلسطين حاليا النائب فضل الله: نقف لجانب الشعب الفلسطيني ومقاوميه قولا وعملا شعار 'الموت لإسرائيل' تحت قبة برلمان إيران توحش الاحتلال الاسرائيلي يطال المدنيين وسيارات الاسعاف والاعلاميين المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي يبكي قتلى الاحتلال! متحدث الجيش الإسرائيلي: المعركة ستطول.. وسنصل إلى كل مكان في غزة تحقيق ألماني بشأن تورط حماس في "جرائم قتل وخطف" الأمم المتحدة: الحصار الكامل لغزة محظور بموجب القانون الدولي مصر تغلق معبر رفح لأجل غير مسمى الأردن ينفي استخدام قواعده لنقل إمدادات أميركية لإسرائيل

الإثنين 18/01/2016 - 12:24 بتوقيت نيويورك

مرحباً بكم فى مصر الجديدة

مرحباً بكم فى مصر الجديدة

المصدر / عبد المنعم سعيد

مصر الجديدة هنا هى الوطن وليس الحى، والجديد فيها أن مرحلة من الدوار الثورى قد اكتملت مؤسساته، ودقت ساعة بناء الوطن. ولا أعرف فى تاريخ تلك المراحل المضطربة لأمم مختلفة أن ما جاء بعد الثورة أو الثورات كان مرضياً عنه من جميع المواطنين. كان هناك من اعتقد دوماً أن الثورة كانت خطأ من الأصل، وربما لا يعرف الكثيرون أن جماعة غير قليلة من سكان المستعمرات البريطانية فى أمريكا الشمالية اعترضوا على الثورة الأمريكية (١٧٧٦م)، بل إن بعضهم ممن ظلوا حاملين الولاء للملك البريطانى هاجروا إلى كندا، وبعضهم شارك فى الحملة البريطانية على الولايات المتحدة عام ١٨١٢. أمر مثل هذا حدث فى الثورة الفرنسية، وبعد هزيمة نابليون عام ١٨١٥، عادت أسرة البوربون مرة أخرى إلى الحكم.

هناك أمثلة كثيرة، ليس فقط على خطأ التغيير الثورى، ومصداقية البداية، ولكن على سلامة المسار. وبالطبع كان منطقيا أن تكون هناك خلافات جذرية حول الأهداف المستقبلية للتغيير الكبير، فالثورة بطبيعتها لابد وأن تمثل تحالفا هائلا للقوى السياسية اتفقت على أمر واحد، وهو الإطاحة بالنظام القائم، ولكنها اختلفت على كل أمر آخر. فى العادة أيضا تنتهى الرومانسية الثورية، وتصطدم ثورة التوقعات الكبرى بالواقع المرير، فما كان يعزو من ذنوب ومعاصٍ للنظام القديم سرعان ما يجرى اكتشاف الخطايا الكامنة فى تركيبة الدولة وثقافة الأمة وتعقيدات السلطة. هنا كانت الدساتير، والانتخابات، وقيام التحالفات والتحالفات السياسية المضادة، وسائل للتعامل مع واقع تغير بشكل كبير، ولكن لا أحد يعرف ماذا سوف يأتى بعده. الزمن يصير عدواً للجميع، ومن تخيل أنه بزوال سلطة سوف تنفتح الأبواب لكى يتساقط الخير، يكتشف مع الذعر الشديد أن عليه التعامل مع قضايا مرعبة. فكر للحظة واحدة فى عجز الموازنة العامة، واغمض عينيك وافتحها لكى تتذكر الحالة التى وصلت إليها البنية الأساسية فى مصر، ولا تنس كل الكوارث القائمة فى التعليم والصحة والبيئة غير الأزمات الكبرى للأمن القومى.

وسط ذلك كله انعقد مجلس النواب المصرى الجديد، كان كل عضو فيه محملاً بالتفاؤل الشخصى لأنه فاز فى انتخابات نزيهة، والتفاؤل العام لأنه يظن أن كل ما سبق لابد وأن له حلاً ومواجهة ما. الرأى العام لم يجد فيما شاهده على شاشات التليفزيون ما يسر، وشاعت مع الكوميديا المعتادة فى مثل هذه المواقف انتقادات كانت فى جوهرها تمنيات أن يكون المجلس أكثر انضباطا لغويا من على المنصة، وحركيا فى قاعة البرلمان. المدهش فى هذا الموضوع أن النموذج الذى كان عالقا فى الذهن هو شكل الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب فيما قبل الثورة، والمؤكد لو أن ذلك كان هو ما نتج عن الثورة فإن الكوميديا كانت سوف تكون سوداء فاحمة السواد لأن الثورات والتضحيات والشهداء والتراجع العام كانت فى النهاية بلا ثمن، فقد دار الزمان دورته كاملة ليعود حيث كان.

لحسن الحظ إذن أن ذلك لم يحدث، ومهما كان مشهد الافتتاح لمجلس النواب والأيام التالية له فهو كان- كما سبق لى القول صباح يوم الانتخابات فى الجولة الأولى- المرآة التى تعكس وجه الوطن الخائف بشدة من العودة إلى حيث كان، والخائف أكثر من المجهول الذى سوف يذهب إليه جيل جديد من النخبة السياسية فى البلاد، سواء كانوا فى مجلس النواب أو داخل أحشاء السلطة التنفيذية. ما نشاهده هو خلاصة هذه الحالة، ولا يمكن الخروج منها إلا بأن تكون الأهداف واضحة، والأولويات لا تقل وضوحا، والمبادئ التى يقوم عليها هذا وذاك ساطعة الوضوح. الأولى والثانية على السلطة التنفيذية، والرئيس عبدالفتاح السيسى شخصيا، أن يخلقا توافقا وطنيا حولها بحيث تكون مهمة مجلس النواب ليس الإطاحة بها عن طريق تشجيع الإنفاق العام، ومقاومة الإصلاح كما حدث مع قانون الخدمة المدنية، وإنما بالاجتهاد الذى يجعل القوانين والتشريعات مقبولة من الأمة. المبادئ هنا ضرورية، فنحن بالتأكيد لا نعيد اختراع العجلة التى تم اختراعها منذ وقت طويل، كما أن لكل عمل وهدف ثمنا، فلا غداء ولا عشاء بالمجان. وبصراحة كاملة فلا يوجد مفر من تحمل الدواء المر، وأحيانا آلام العمليات الجراحية الصعبة، وإمكانية هذا وذاك سوف تعتمد على الحوار والإقناع والشرح الذى لا يكل ولا يمل.

الإعلام الذى تهكم وتململ وتصيد خلال الفترة الماضية كشف بكثير من الضياء عن مثالبنا، ولكنه فى نفس الوقت لم يأخذ بيد أحد إلى الأمام، والمدهش أن النتيجة كانت بعدم بث جلسات المجلس. هذا فشل لا يتحمله الإعلام، ولا يتحمله مجلس النواب، ولا تتحمله الدولة. ولم يبق فى الوقت متسع، وعلى الكاميرات أن تدور داخل المجلس، وعلى العقول الرشيدة أن تبدأ التفكير، ومرحبا بكم جميعا فى مصر الجديدة، وإذا لم يرق لكم ما سوف تشاهدونه فذلك هو نحن، وهذا هو حالنا وما نحن عليه.

نقلا عن "المصري اليوم"

الأكثر مشاهدة


التعليقات