المصدر / وكالات
أكد شهود عيان في مدينة القصرين أن الشباب المحتجين في القصرين، رفضوا الامتثال لتراتيب الحظر الجوي، الذي أعلنته السلطات، بعد تدهور الوضع الأمني في المدينة.
كما علمت "العربية.نت" نقلا عن شهود عيان أن الاحتجاجات انتقلت أيضا إلى مدن تالة وفريانة من محافظة القصرين ومدينة بوزيان من محافظة سيدي بوزيد، حيث عمد مجموعة من الشباب إلى رمي قوات الأمن بالحجارة، وإحراق العجلات المطاطية وغلق الطرقات.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الاحتجاجات بدت كما لو أنها إعادة لسيناريو الاحتجاجات، التي حصلت منذ 5 سنوات، وأدت إلى قيام ثورة 14 يناير 2011، وسقوط نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وفراره خارج تونس.
يذكر أن مدينة القصرين تشهد ولليوم الثالث على التوالي، تصاعدا للتحركات الاحتجاجية، لمجموعات من الشباب العاطلين عن العمل، للمطالبة بتوفير مواطن الشغل.
وقد عرفت هذه الاحتجاجات تطورا سريعا الثلاثاء بطريقة أثرت على استقرار المدينة خصوصا بعد تعمد بعض المحتجين الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة، وهو ما دفع السلطات لإعلان حظر التجول.
الحراك الاحتجاجي الذي تعرفه القصرين، أثار عدة مخاوف خصوصا وأن المدينة محاذية لجبل الشعانبي الذي تتحصن به منذ 3 سنوات جماعات ارهابية.
وفي هذا السياق، حذر النقابي الأمني عصام الدردوري من مغبة تسلل إرهابيين من جبال القصرين والاندساس وسط المحتجين، مشيرا في تدوينة نشرها على "فيسبوك" إلى أن جماعات إرهابية في المنطقة استولت سابقاً على أسلحة أمنيين خلال عمليات إرهابية.
كما نبه الدردوري إلى إمكانية استعمال هذه الأسلحة في قتل متظاهرين لتأجيج الأوضاع هناك.
من جهة أخرى، أبدى ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تفهما لمطالب المحتجين، معتبرين أنها مشروعة وشرعية.
وأشاروا في تدويناتهم إلى وجود فشل في ادارة الوضع في المناطق الداخلية، وهو نتيجة تراكم سنوات طويلة، غير أن الكثير منهم نبه إلى الخوف من ادخال البلاد في الفوضى، معتبرين أن الحديث عن ثورة ثانية هو "وهم" و"شعبوية" و"مراهقة أيديولوجية".
كما دعا ناشطون إلى فضح الخطاب "الثورجي" المحرض على الفوضى، لأنه يجر البلاد إلى أوضاع شبيهة بما يحصل في سوريا وليبيا، ويحول "الثائرين" إلى وقود لمعركة تخرب وطنهم وتزيد في معاناتهم.
وفي تعليقه على الحراك الاحتجاجي في القصرين، قال المحلل السياسي قيس سعيد إنه "ما أشبه اليوم بالأمس القريب بل إن اليوم ليس سوى امتداد لذاك الأمس"، في إشارة إلى تشابه الأحداث التي حصلت منذ 5 سنوات مع أحداث اليوم.
وأشار سعيد في تصريح إعلامي إلى "أنه من المرجّح أن تتوسع دائرة الاحتجاجات نظراً لتفاقم الأوضاع الاجتماعية". متسائلا "هل تغيّر شيء حتى تتغيّر الأوضاع؟".
كما أكد سعيد على "أن الحلول التي تعتمدها الحكومة هي دائماً نفسها"، مشيرا إلى "أن هناك إصرارا على نفس الخيارات والقرارات التي لم تزد الأوضاع إلا تفاقما"، وفق تعبيره.