المصدر / وكالات - هيا
مع تواصل الاحتجاجات المطالبة بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير، ورفض أي مبادرات للحل تتضمن تنحيه عن السلطة، حذر مسؤول أميركي بارز من أن العنف المفرط الذي تستخدمه قوات الأمن السودانية يمكن أن يهدد محادثات شطبها من قائمة واشنطن للدول الراعية للإرهاب.
وقال مدير شؤون أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي سيريل سارتور الذي يزور الخرطوم "من غير المقبول مطلقاً أن تستخدم قوات الأمن القوة المفرطة لقمع المتظاهرين، إضافة إلى التوقيفات من دون اتهامات، وكذلك اللجوء إلى العنف والتعذيب".
وأضاف "بالتأكيد، ليس هناك أي سبب لقتل أي كان"، محذرا من أن "التطورات التي تشهدها البلاد حاليا تهدد عملية التفاوض بين الولايات المتحدة وحكومة السودان، والتي قد تؤدي إلى شطب السودان من قائمة الدول التي تدعم الإرهاب".
وقررت إدارة دونالد ترامب عام 2017 رفع بعض العقوبات المفروضة على السودان منذ 1997 بسبب علاقاته المفترضة مع جماعات إسلامية، لكن رغم رفع الحظر التجاري فإن واشنطن أبقت الخرطوم على قائمة الدول الداعمة للإرهاب إلى جانب كل من إيران وسوريا وكوريا الشمالية.
ويشهد السودان منذ شهرين حركة احتجاجية شبه يومية إثر قرار الحكومة رفع سعر الخبز، وسرعان ما تحولت هذه الحركة إلى مظاهرات تطالب بإسقاط نظام الرئيس عمر البشير.
في الأثناء، قال مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني صلاح قوش إن أي مبادرة سياسية طرحت في الساحة لحل مشاكل الوضع الحالي تخرج عن الشرعية القائمة الآن؛ لا مكان لها.
وقال قوش في تصريح مقتضب بالبرلمان أمس الأربعاء "هناك مبادرات كثيرة في الساحة لكن يجب أن يعلم الجميع أن أي مبادرة تخرج عن الشرعية القائمة لا مكان لها، يجب أن تبنى المبادرات على الشرعية الموجودة وفقا للدستور والقانون".
ومنذ بدء الاحتجاجات تقدمت عدة جهات بمبادرات، مثل أساتذة جامعة الخرطوم ومجموعة الـ52 ورئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، وكانت كل هذه المبادرات تضع تنحي الرئيس عمر البشير في صلب مذكراتها.
ويحكم البشير البلاد منذ نحو ثلاثة عقود عندما وصل في يونيو/حزيران 1989 إلى السلطة عبر انقلاب عسكري مدعوم من الجبهة الإسلامية القومية بزعامة الراحل حسن الترابي.