المصدر / وكالات - هيا
أعرب سفير باكستان لدى واشنطن أسد مجيد خان عن أسفه لأنّ الولايات المتحدة لم تُدِن انتهاك سلاح الجو الهندي لأجواء بلاده وشنّها غارة على معسكر في أراضيها، معتبراً أنّ هذا الموقف "شجّع" نيودلهي.
وقال خان للصحافيين الأربعاء رداً على سؤال عن البيان الذي أصدره وزير الخارجية الأميركي عقب الغارة الجوية الهندية على معسكر تدريبي لجماعة إسلامية متطرفة في باكستان إنّ البيان "فسّر وفهم على أنه تأييد للموقف الهندي، وهذا ما شجّعهم أكثر".
لكنّ خان قال إنّ باكستان، التي تقترب أكثر فأكثر من الصين على وقع التباعد المتزايد بينها وبين الولايات المتحدة، تتطلع إلى دور أكبر للدبلوماسية الأميركية في نزع فتيل التصعيد الراهن بين إسلام أباد ونيودلهي.
وكان وزير الخارجية مايك بومبيو تحادث هاتفياً مع نظيريه الباكستاني والهندي عقب الغارة الهندية على معسكر جماعة جيش محمد في باكستان، وأصدر بياناً حضّ فيه الطرفين على "التهدئة" لكنّه اعتبر الضربات الجوية الهندية "أعمالاً لمكافحة الإرهاب".
وفي بيانه حضّ بومبيو باكستان على "التحرّك بشكل جدّي ضد الجماعات الإرهابية التي تعمل على أراضيها".
حرب إسقاط الطائرات
والأربعاء تبادلت باكستان والهند الاتهامات بإسقاط كل منهما مقاتلة تابعة للأخرى، في تصعيد خطير للمواجهة بين الدولتين النوويتين أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة بينهما.
وبهدف نزع فتيل الأزمة، دعا رئيس وزراء باكستان إلى محادثات مع الهند محذراً من العواقب الكارثية المحتملة في حال عدم "تحكيم المنطق".
وفي حين سعى الجانبان إلى التقليل من احتمال نشوب حرب، فإن المواجهة الجوية النادرة بين الجانبين في إقليم كشمير المقسّم بينهما تزيد بشكل كبير من المخاطر التي سبّبها هجوم انتحاري تبنّاه تنظيم "جيش محمد" المتمركز في باكستان وأسفر عن 41 قتيلاً من الجيش الهندي.
يذكر أن كشمير مقسّمة بين الهند وباكستان منذ الاستقلال عن بريطانيا في عام 1947. وتطالب الدولتان بهذه المملكة السابقة في الهيمالايا كاملةً، وقد خاضتا حربين بسبب هذا النزاع.
وتتّهم الهند باكستان منذ وقت طويل بتدريب وتسليح عناصر مقاتلة في كشمير لإطلاق هجمات على الأراضي الهندية، بينها جماعات مثل "جيش محمد" و"عسكر طيبة" المتهمة بتنفيذ هجمات في عام 2008 في بومباي خلّفت أكثر من 170 قتيلاً.