المصدر / وكالات - هيا
رد البيت الأبيض بغضب على طلب الديمقراطيين رسميا عبر الكونغرس تحقيقات تستهدف الدائرة المقربة من الرئيس دونالد ترامب، وهي خطوة قد تمهد لإجراءات لعزل الرئيس الذي يتعرض لاتهامات بعرقلة العدالة وبالتعامل مع روسيا بصورة مريبة.
وبعد ساعات من تسلمه طلبا من اللجنة القضائية في مجلس النواب للتحقيق في تورط أفراد من الإدارة ومقربين من ترامب في قضايا فساد وعرقلة للعدالة وإساءة استخدام السلطة، أصدر البيت الأبيض بيانا وصف فيه التحقيقات التي يطالب الديمقراطيون بالشائنة والتعسفية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن التحقيقات التي طالب بها رسميا رئيس لجنة الشؤون القضائية في مجلس النواب جيري نادلر تتعلق بمزاعم مضللة وكاذبة سبق أن حقق فيها المحقق الخاص روبرت مولر ولجان في الكونغرس بمجلسيه.
وأضافت أن الدافع وراء انخراط الديمقراطيين فيما وصفتها بحملة صيد أنهم مرعوبون من أن روايتهم الكاذبة لمدة عامين عن تواطؤ الرئيس ومسؤولين آخرين مع روسيا آخذة في الانهيار، على حد تعبيرها.
وكان رئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب وجه رسائل إلى 81 شخصا وكيانا في الدائرة المحيطة بترامب حاليا وسابقا، فضلا عن أشخاص قد تكون لديهم معلومات تتعلّق بالتحقيق.
ومن بين الشخصيات التي ستصلها استدعاءات للمثول أمام لجان الكونغرس نجلا ترامب، دونالد جونيور وإيريك، وصهره ومستشاره الأبرز جاريد كوشنر.
وبالتزامن، طالبت ثلاث لجان في مجلس النواب، وهي لجنة الاستخبارات ولجنة الشؤون الخارجية ولجنة الإشراف والإصلاح، البيت الأبيض والخارجية بتوفير وثائق وشهادة تتعلق باتصالات بين الرئيس ترامب ونظيره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان الرئيس الأميركي علق في وقت سابق على التحقيق الذي يطالب به الديمقراطيون -الذين يشكلون أغلبية في مجلس النواب- بالقول إنه فارغ، لكنه أكد أنه سيتعاون مع هذا التحقيق.
وقبل ذلك كان ترامب قد وصف نفسه -في تغريدة على تويتر- بالرجل البريء الذي يلاحقه بعض الأشرار والفاسدين لمجرد أنه فاز في الانتخابات، كما أنه هاجم سابقا الديمقراطيين للسبب نفسه، واصفا إياهم بالمرضى.
واعتُبر تحرك الديمقراطيين هو الأخطر منذ سيطرتهم على مجلس النواب مطلع العام الجاري، لأن هذا التحرك قد يفضي إلى إطلاق إجراءات لعزل الرئيس الذي أثار حوله خصومه شبهات تتعلق باحتمال تواطئه مع روسيا في انتخابات الرئاسة الماضية التي حملته إلى البيت الأبيض، وعرقلته تحقيقات قضائية، وخرقه قوانين تمويل الحملات الانتخابية.
ومن شأن هذا التحرك أن يزيد متاعب ترامب بما أنه في قلب التحقيقات التي يجريها المحقق الخاص روبرت مولر، والتي أفضت حتى الآن إلى إدانة العديد من المقربين من الرئيس على غرار مدير حملته السابق بول مانافورت، كما أن آخرين مثل محاميه السابق مايكل كوهين قدموا شهادات ضده في الكونغرس.
وقد يصبح الوضع أخطر بالنسبة لترامب في حال تضمن تقرير مولر، الذي ينتظر أن يصدر قريبا، أدلة تدينه في اتهامات محددة، خاصة فيما يتعلق بتواطئه مع روسيا لترجيج كفته في انتخابات 2016 على حساب غريمته الديمقراطية هيلاري كيلنتون.
وقالت شبكة "سي أن أن" في تقرير لها أمس إن الخطوة المفاجئة التي أقدم عليها الديمقراطيون في مجلس النواب تشير إلى أن عزل ترامب لم يعد مجرد أمر نظري.
وكان الرئيس الأميركي قد وصف مرارا الاتهامات الموجهة إليه بأنها حملة ظالمة تستهدف عزله ومنعه من الفوز بولاية رئاسية ثانية.