المصدر / القاهرة:غربة نيوز
أفادت مصادر قبلية يمنية بأن الميليشيات الحوثية بدأت التنكيل بسكان منطقة حجور في مديرية كشر شمال محافظة حجة، عبر تنفيذ إعدامات جماعية وتفخيخ عشرات المنازل وتفجيرها في منطقة العبيسة شرق المديرية.
وذكرت المصادر، أن المواجهات لا تزال مستمرة في الشق الغربي من المديرية، حيث يحاول رجال القبائل الصمود في وجه الغزو الحوثي الذي يهدف إلى إخضاعهم لسلطة الجماعة ومشروعها الطائفي. وأكدت المصادر أن الجماعة الحوثية قامت بإعدام الشيخ محمد العمري وأولاده أمام زوجته في مشهد مروع، للانتقام منه، خصوصاً وأنه من الزعماء القبليين الذين وقفوا في مواجهة الجماعة.
ويشغل الشيخ العمري منصب رئيس فرع حزب «المؤتمر الشعبي» في مديرية كشر، وشكل مع ثلاثة مشايخ آخرين، هم: علي فلات وعبده السعيدي وأبو مسلم الحجوري، حلفاً قبلياً للصمود في وجه الحوثيين قبل يومين. وأفادت مصادر قبلية بأن الميليشيات أعدمت 5 من أبناء القبائل اختطفتهم من منزل أمين عبد الله النشمة في منطقة العبيسة، وسط حملات اعتقال ودهم للمنازل وتحويل مستوصف محلي في المنطقة إلى معتقل للجماعة.
ونفذت ميليشيات الحوثي منذ اقتحامها منطقة العبيسة إعدامات وحشية بحق مواطنين، بينهم رجل وزوجته، بعد اقتحام منازلهم في قرى وسوق العبيسة. وحسب المصادر القبلية، أطلق مسلحو الجماعة الرصاص المباشر على المواطن محمد حمید النمشة وزوجته ومواطنين آخرين في منازلهم بسوق العبیسة بعد اقتحامها. وقالت المصادر إن مسلحي الجماعة الحوثية شرعوا في تفخيخ عشرات المنازل في مناطق العبيسة تمهيداً لتفجيرها، بعد أن فجروا منازل كل من أحمد صغير النمشة وحمدي مغثي النمشة ومحمد أحمد حميد النمشة وعبد الخالق النمشة والشيخ زيد عمير، وإحراق 27 شاحنة تحمل صهاريج محلية لنقل الماء.
وكان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، طالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، في بيان رسمي، بالتدخل من أجل إنقاذ قبائل حجور من الجرائم التي ترتكبها ضدهم الجماعة الحوثية منذ نحو 50 يوماً، محذراً من مصير لسكان مديرية كشر على يد الحوثيين يشبه مصير الإيزيديين على يد تنظيم «داعش». كما دعت الأمم المتحدة إلى التهدئة وضبط النفس، وقال المتحدث باسم الأمين العام استيفان دوغريك، «يشعر زملاؤنا في العمل الإنساني بالقلق إزاء الأنشطة العسكرية في حجور، والتداعيات الإنسانية الناجمة عن استمرار العنف على حياة المدنيين».
وأردف: «ندعو الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس والامتناع عن أي أعمال تؤدي إلى مزيد من التصعيد، خصوصاً وأن المدنيين يواصلون دفع ثمن باهظ».
وكانت مصادر قبلية أوضحت أن الميليشيات الحوثية قتلت نحو 70 شخصاً، وجرحت أكثر من 200 آخرين منذ بدء المواجهات في حجور، قبل نحو 50 يوماً، مشيرة إلى صمود أبناء القبائل في وجه الزحف الحوثي.
وكشف تقرير حكومي صادر عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن، عن نزوح 4760 أسرة من سكان مديريتي كُشر وأفلح الشام بمحافظة حجة، بسبب القصف العشوائي والحصار المُطبق الذي فرضته ميليشيات الحوثي الانقلابية، على المنطقة، منذ أكثر من شهر.
وحسب التقرير، فإن الوضع الإنساني في المديريتين صعب للغاية، لا سيما مع إقدام ميليشيات الحوثي على تدمير 1800 منزل وتهجير أصحابها، إضافة إلى تفجيرها لـ12 منزلاً منذ بدء الحملة العسكرية.
وأوضح التقرير أن الوضع الصحي في كُشر وأفلح الشام متدهور، خصوصاً مع توقف 23 مركزاً صحياً عن العمل، إضافة إلى شحة المياه المخصصة للشرب، بسبب انعدام المشتقات النفطية المشغلة لمكائن رفع مياه الآبار، وقنص الميليشيات لخزانات مياه الشرب على أسطح المنازل.
وحذر التقرير من كارثة إنسانية وشيكة لسكان المديريتين، والبالغ عددهم أكثر من 241 ألف نسمة، من جراء انعدام المواد الغذائية من المحلات التجارية بشكل كامل، بسبب الحصار المُطبق التي تفرضه ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وذكر التقرير الحكومي أن 120 مدرسة توقفت عن استقبال الطلبة، بسبب القصف العشوائي، وتضرر من ذلك نحو 23000 طالب وطالبة.
وطالب التقرير بسرعة إغاثة السكان، عبر فتح ممرات آمنة للمدنيين، وسرعة توفير مواد غذائية وإيوائية للنازحين، وإعادة تشغيل المراكز الصحية ورفدها بالمعدات الطبية اللازمة والكوادر، إضافة إلى توفير مياه صالحة للشرب، وفصول دراسة للطلبة النازحين لإكمال تعليمهم.
ونفذ التحالف الداعم للشرعية ثمانية إنزالات جوية لقبائل حجور؛ اشتملت على مؤن طبية وغذائية وأسلحة وذخيرة في سياق إسنادهم في مواجهة الميليشيات الحوثية، غير أن فارق التسليح في الأسلحة الثقيلة، إلى جانب شراء بعض ولاءات زعماء القبائل، ساعد الجماعة الحوثية على التقدم.