المصدر / وكالات - هيا
فشل فريق باريس سان جيرمان في تحقيق حلم تميم بن حمد أمير قطر وعراب أمواله ناصر الخليفي رئيس النادي، في التتويج بلقب بطولة دوري أبطال أوروبا، الذي يتطلع إليه منذ شراء النادي في العام 2011، رغم إنفاق مليارات الدولارات، ما أثار غضب جماهير الفريق ومراقبون من فشل النادي في تحقيق أي بطولة أوروبية واكتفى بالمحليات.
صحيفة فوت 1، سلطت الضوء على إصرار قطر مواصلة ضخ أموال طائلة في مشروعات رياضية بالعاصمة الفرنسية باريس "باريس"، على رأسها نادي باريس سان جيرمان، كمحاولة لغسل السمعة السيئة المرتبطة بتنظيم الحمدين، وإهداره مليارات الدولارات التي يتحملها الشعب القطري وحده.
وعبّر جورج مالبرنو، الصحفي الفرنسي المتخصص في الشأن القطري عن استغرابه من تمسك أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بـ"عراب الاستثمارات الرياضية" في باريس، ناصر الخليفي، رئيس سان جيرمان، رغم الخسائر الفادحة والفشل الذريع اللذين ألحقهما ببلاده وأموال شعبه.
وبعد أيام من كشف صحيفة لوفيجارو الفرنسية عن ضخ الدوحة نحو مليار دولار في أقل من عام لإنقاذ مجموعة الجزيرة الرياضية "بي إن سبورتس"، لحقت بالاستثمارات القطرية في أوروبا خسارة أشد مرارة، بخروج نادي باريس سان جيرمان من دوري أبطال أوروبا؛ بعد السقوط في قبل العاصمة الفرنسية أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي، مما أثار أقاويل عن بيع تنظيم الحمدين استثماراته في هذا البلد الأوروبي.
وأكد مالبرنو وهو مؤلف كتاب "قطر سر الخزائن المغلقة"، أن "الدوحة لن تبيع نادي باريس سان جيرمان.. هذا النادي بالنسبة لهم بمثابة معركة النفوذ"، مشيرا إلى أن القطريين يعتبرون أنفسهم في حالة حرب.
وأوضح الكاتب الفرنسي أن أمير قطر تنتابه مخاوف من انهيار نظامه، وفي هذه الحالة يحاول البحث عن الدعاية والإعلانات لغسل سمعته السيئة واتهامه بتمويل الإرهاب، وذلك عبر الاستثمار في باريس وتوظيف نجوم الفريق وأبرزهم نيمار في هذا الاتجاه.
وشدد على أن القطريين اختاروا باريس لضخ استثماراتهم فيها، لأنها عاصمة أقرب دولة لهم، إذ تعد حليفا استراتيجيا لهم، إذ تمثل لهم مدينة النور، حيث يمتلكون جميعا شققا هناك، فهي مرآة لطموحهم.
مقال مالبرنو حمل يقينا في داخله أن قطر للاستثمارات الرياضية ستواصل المراهنة على باريس سان جيرمان رغم فشله المتكرر في دوري أبطال أوروبا.
ورغم الخسائر المادية الفادحة التي طالت باريس سان جيرمان، وبطبيعة الحال خزينة الشعب القطري؛ فإن "تميم" لا يؤلمه في كل ذلك سوى فشل ناديه أمام "مانشستر يونايتد"، دون أي اعتبار للمليارات الطائرة، وفقا للصحفي الفرنسي.
وللعام الثالث على التوالي، حضر أمير قطر، تميم بن حمد إلى ملعب حديقة الأمراء في باريس ليكون شاهدا خروج على خروج مذل جديد لفريقه باريس سان جيرمان في بطولة دوري أبطال أوروبا، ليتأكد من جديد فشل مشروعه الرياضي في نادي العاصمة الفرنسية.
وأظهرت لقطات تلفازيةٌ الشيخ تميم وهو في مدرجات حديقة الأمراء، لمتابعة مباراة إياب ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا، والتي انتهت بريمونتادا جديدة بطلها مانشستر يونايتد الإنجليزي، والضحية معروف، باريس سان جيرمان الفرنسي.
وأطاح مانشستر يونايتد بمضيفه باريس سان جيرمان من دور الـ 16 لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، إثر فوزه عليه (3-1)، في عقر داره، ليعوض خسارته في ملعبه "أولد ترافورد"، بهدفين من دون رد، في لقاء الذهاب.
الأمر ذاته تكرر مع سان جيرمان في نفس الدور من بطولة دوري أبطال أوروبا عام 2017، أمام برشلونة الإسباني، حيث فاز باريس على ملعبه في الذهاب بأربعة أهداف نظيفة، ليظن الجميع أنه في طريقه لإقصاء بطل إسبانيا، قبل أن تتحقق المعجزة بفوز برشلونة بنتيجة 6-1، ويصعد في الوقت بدل الضائع للمباراة.
وفي العام الماضي كان إقصاء النادي المملوك لأمير قطر على يد ريال مدريد، الذي حقق الفوز على الباريسي في عقر داره بهدفين مقابل واحد، فيما لم يشفع له التعادل في سانتياجو برنابيو بهدفين لمثلهما في مواصلة حلم مالكه في رفع أمجد الكؤوس الأوروبية.
ولم يشفع تعاقد باريس سان جيرمان على مدار السنوات الماضية مع دافيد بيكهام، وإدينسون كافاني، وماركو فيراتي، وديفيد لويز، وتياجو سيلفا، وزلاتان إبراهيموفيتش، ولافيتزي وماتويدي، وخلال فترة الانتقالات الصيفية لعام 2018 ضم مجموعة صفقات مذهلة في مقدمتهم البرازيلي نيمار دا سيلفا مقابل 222 مليون يورو، ومواطنه داني ألفيس، وأخيرًا تعاقد مع الجوهرة الفرنسية كيليان إمبابي بـ180 مليون يورو.
أما على مستوى التدريب، أحضر باريس أفضل المدربين بالعالم لتولي القيادة الفنية خلال السنوات الأخيرة مثل، الإيطالي كارلو أنشيلوتي، و الفرنسي لوران بلان، والاسباني أوناي إيمري، وأخيرًا الألماني توماس توخيل، لكن كل ما أنفقه تميم من أموال طائلة، لم يكن كافيًا للتتويج ببطولة دوري أبطال أوروبا، أو حتى المرور من دور الثمانية، وهو أقصى ما وصل إليه نادي الأمراء "القطريين".