المصدر / وكالات - هيا
حفلة من الشتائم على مدى يومين شهدتها العلاقات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
فقد وصف أردوغان نتنياهو باللص والطاغية، خلال حديثه في تجمع انتخابي الأربعاء، في إشارة إلى مزاعم فساد ضده.
في حين رد نتنياهو على تويتر واصفاً الرئيس التركي بأنه "ديكتاتور يرسل عشرات الآلاف من المعارضين السياسيين إلى السجن، ويرتكب أعمال إبادة جماعية ضد الأكراد، ويحتل شمال قبرص".
إلى ذلك، انتقد أردوغان إغلاق إسرائيل الحرم القدسي الثلاثاء، وتوجه إلى نتنياهو قائلاً "أنت طاغية، أنت طاغية يذبح أطفالا فلسطينيين في السابعة من العمر".
فرد رئيس الوزراء الإسرائيلي في تغريدة بقوله "يمكن لأردوغان أن يتعلم منا كيفية احترام كل دين وحماية حقوق الإنسان".
كما وصف أردوغان بأنه ديكتاتور وانتقد تركيا لسجنها الصحفيين.
يذكر أن العلاقات بين تركيا وإسرائيل قديمة، لكنها توترت في السنوات الأخيرة، فجرت أواخر الصيف الماضي مساعي حلحلة، بهدف إعادة العلاقات الدبلوماسية كاملة بين الحليفين السابقين، إلا أنها واجهت في ما بعد "توترات" جديدة.
ورغم التوتر الذي طرأ مؤخراً على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قامت تركيا الصيف الماضي بتعيين ملحق تجاري بسفارتها في تل أبيب، بعد أن شغر هذا المنصب في السنوات الثلاث الأخيرة. ويقوم هذا الملحق بنشاط متزايد لرفع مستوى العلاقات التجارية.
نشاط تجاري متزايد
ووفقا لبيانات وزارة التجارة الإسرائيلية، فإن الميزان التجاري بين الدولتين أخذ يقترب من 5.5 مليار دولار في السنة الأخيرة.
ومن الملاحظ أن هذا الميزان كان يميل في السنوات الثلاث الأخيرة إلى مصلحة تركيا، بعد أن كان لمصلحة إسرائيل. ففي عام 2014 بلغ 5.5 مليار دولار، منها 2.7 مليار دولار صادرات تركية إلى إسرائيل، في حين بلغت وارداتها من إسرائيل 2.8 مليار دولار. أما في عام 2015، فبلغ الميزان التجاري بين الدولتين 4.1 مليار دولار، منها 2.4 مليار دولار صادرات تركية إلى إسرائيل، في حين بلغت وارداتها من إسرائيل 1.7 مليار دولار. ويعود سبب انخفاض الواردات التركية من إسرائيل إلى منع السلطات التركية الشركات الإسرائيلية في عام 2015، من المشاركة في المناقصات الحكومية. وفي عام 2016، انخفض الميزان التجاري بين الدولتين إلى 3.9 مليار دولار، إذ بلغت صادرات تركيا إلى إسرائيل 2.6 مليار دولار، في حين بلغت وارداتها من إسرائيل 1.3 مليار دولار. وفي عام 2017، بلغ الميزان التجاري بين الدولتين 4.3 مليار دولار، إذ بلغت صادرات تركيا إلى إسرائيل 2.9 مليار دولار، في حين بلغت وارداتها من إسرائيل 1.4 مليار دولار.
ولكن في سنة 2018، بدأت تركيا تحرر القيود على الصادرات الإسرائيلية.
وقال وزير المواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في سبتمبر 2018: "نحن نتعايش مع الرئيس التركي، على الرغم من أنه يعتبر نفسه قائد (الإخوان المسلمين) في العالم، ويحاول أنْ يقود العالم الإسلامي، ولكن التجارة التركيّة معنا بمبالغ كبيرة وخياليّة، لم تتأثر بذلك؛ بل على العكس، وشركات الطيران التركية أكبر شركات النقل الجوي من وإلى إسرائيل، وحجم التبادل التجاري ونقل البضائع عبر حيفا ازداد كثيراً حتى قبل عودة العلاقات".