المصدر / وكالات - هيا
محمد المنشاوي-واشنطن
بعد قرابة عامين على التركيز الكبير سياسيا وإعلاميا على شخص ومهمة المحقق روبرت مولر، ومع انتهاء مهمة التحقيقات في قضية التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016 التي فاز فيها دونالد ترامب، وتقديم مولر تقريره النهائي، تتجه أنظار واشنطن منذ أمس لتركّز على شخصية وزير العدل وليام بار الذي يبلغ 68 من العمر والمنتمي للحزب الجمهوري، والذي يتيح له القانون تحديد مصير الخطوة أو الخطوات القادمة فيما يتعلق بمصير تقرير مولر.
نجح مولر في البقاء بصفته الشخصية خلال تلك المدة بعيدا عن دائرة الضوء، ولم تخرج تسريبات هامة من فريق التحقيق المعاون له، ولم يجر هو ولا فريقه أي مقابلات صحفية خلال تلك الفترة. فهل ينجح في ذلك بار أيضا؟
ترامب وبار
لم تجمع أي علاقات بين بار وترامب قبل تعيينه وزيرا للعدل إلا اجتماعا قصيرا جمعهما في يونيو/حزيران الماضي عندما كان ترامب يرغب في دعم فريقه القانوني بالمزيد من الخبراء لمواجهة تحقيقات مولر حول التدخلات الروسية.
جاء ترشيح ترامب لبار كي يصبح ثاني وزير للعدل في إدارته عقب إقالة وزير العدل السابق جيف سيشنس قبل نهاية العام الماضي. وفي 14 فبراير/شباط الماضي وافق مجلس الشيوخ على مرشح ترامب بأغلبية 54 صوتا مقابل 45، وصوت ثلاثة ديمقراطيين معه وصوت جمهوري واحد ضده، وهو ما عكس انقساما حزبيا واضحا.
وقد سبق لبار العمل وزيرا للعدل في إدارة جورج بوش الأب خلال المدة بين عامي 1991 و1993. وعمل سابقا في وكالة الاستخبارات المركزية والبيت الأبيض قبل أن يصل لمنصب وزير العدل في عهد بوش الأب.
يُعرف عن بار دعمه للسلطة التنفيذية المنتخبة والممثلة في شخص الرئيس الأميركي الذي يراه محصنا ضد الكثير من القوانين واللوائح القانونية والسياسية، كما يؤمن أن من حق الرئيس تضخيم سلطاته بحيث تتسع للعفو عن أو التخلص من أي من العاملين في الجهاز الإداري للدولة.
وكتب بار في مذكرة قانونية في شهر يوليو/تموز الماضي، قدمها لوزارة العدل، أن "الرئيس فقط هو السلطة التنفيذية، وله كل الصلاحيات والواجبات التي منحها إياه الدستور".
واعتبر بعض الخبراء هذه المذكرة التي تطوع بار بكتابتها بمثابة هجوم على تحقيقات مولر خاصة فيما يتعلق بتهمة إعاقة العدالة.
بار ومولر
صداقة تجمعهما لـ30 عاما بدأت خلال عملهما في وزارة العدل، ويعد الرجلان من صفوة النخبة القانونية ممن جمعوا خبرات واسعة داخل وخارج مؤسسات الحكومة الأميركية وكبريات شركات المحاماة بواشنطن.
وأكد بار أن بدء مهامه وزيرا للعدل لم ولن يؤثر على صداقته واحترامه لروبرت مولر، وتتخطى الصداقة علاقة الرجلين لتجمع عائلتيهما حيث جمعتهما جلسات دراسة الإنجيل، كما تحضر العائلتان المناسبات الاجتماعية الهامة للعائلة الأخرى.