المصدر / وكالات - هيا
نشرت صحيفة "آي" مقالا، كتبه روبرت فيسك، من كربلاء بالعراق، عن المقاتلين الذين خاضوا الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية ويشعرون اليوم أن حكومة بلادهم تخلت عنهم.
تحدث فيسك مع العديد من أعضاء "الفصائل الشيعية المسلحة" الذين ساعدوا الجيش العراقي في تصديه لتنظيم الدولة الإسلامية. ويقول هؤلاء إن حكومة بلادهم لا توفر لهم الرعاية الكافية، وأن أكثر ما تلقته عائلات "الشهداء" هو قطع أرض بعيدة عن مصادر المياه، لا يكاد ينبت فيها شيء.
ومن هؤلاء عباس سعدي الذي فقد ابنه البالغ من العمر 23 عاما. ويقول سعدي إنه ليس نادما على مقتل ولده لأنه لبى نداء الفتوى، التي كانت لجميع العراقيين، على حد تعبيره. ولكنه يرى أن الحكومة لم تعوضه عن فقدان ابنه إلا قليلا. ويضيف أن الحكومة كان يفترض أن تمنحهم قطعة أرض، ولكن الأرض التي حصلوا عليها تقع في الصحراء، حيث لا يوجد فيها شيء سوى الرمال.
ويقول سعدي إن الإيرانيين يهتمون بعائلات "شهدائهم" في الحرب العراقية الإيرانية (بين عامي 1980 و1988)، مضيفا "لكن عندما نكون في بغداد ونذهب إلى المكاتب الحكومية ونقدم لهم وثائق الذين فقدناهم، يقولون لنا أعيدوها إلى جيوبكم".
ويرى الكاتب أن الرسالة واضحة في هذه الشهادات، وهي أنه إذا أراد العراق أن يتحد لابد أن يُحترم فيه جميع من قاتلوا أعداءه، من السنة والشيعة على السواء. ولكن السياسة أقوى من الذاكرة والعراق ليس جاهزا ليكون أرضا لجميع أبطاله، بحسب فيسك.