المصدر / وكالات - هيا
غرد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في الساعة الثانية بعد ظهر الثلاثاء قائلاً: "سأكون في غرين باي، ويسكونسن هذا السبت 27 أبريل في ريش سنتر الساعة 7 مساء بتوقيت وسط أميركا. ننتظر جمهوراً غفيراً"، وأضاف شعار MAGA ويعني لـ"نصنع أميركا عظيمة من جديد".
I will be in Green Bay, Wisconsin this Saturday, April 27th at the Resch Center — 7:00pm (CDT). Big crowd expected! #MAGA https://t.co/BPYK8PF0O8
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) April 23, 2019
لا يعني كل هذا الكثير للقارئ العادي، حتى في الولايات المتحدة، لكن التغريدة وموعد الخطاب هما تحد واضح من ترمب للصحافة الأميركية، خصوصاً صحافيي البيت الأبيض.
ففي هذا الوقت بالضبط، تقيم جمعية صحافيي البيت الأبيض عشاءها السنوي، وهذه هي المرة الثالثة التي يرفض فيها الرئيس الأميركي الانضمام إلى هذا العشاء، بل يسعى إلى إدخاله في الظل بعدما كان حدثاً يشارك فيه الرئيس الأميركي ويحضره نجوم التلفزيون والسينما الأميركية. حتى ترمب كان يحضره عندما كان رجل أعمال وأحد نجوم شبكة "أن بي سي" الأميركية.
تغريدة ترمب جاءت أيضاً بعد تسرّب أخبار تؤكد أن أمين سر الحكومة الأميركية، بيل ماكغينلي، أمر كل أعضاء الإدارة بمقاطعة العشاء السنوي.
رئيس جمعية صحافيي البيت الأبيض، أوليفيي نوكس، أصدر بياناً قال فيه: "إننا نتطلع إلى أمسية نحتفل فيها بالتعديل الدستوري الأول وبالصحافيين في السابق والحاضر والمستقبل". ولم يرد رئيس الجمعية على مقاطعة الإدارة كما هو واضح، لكنه أشار إلى التعديل الدستوري الذي يشدد على حرية الرأي والصحافة في الولايات المتحدة.
"سوء معاملة".. وتغريدة تكشف سر الغضب
ترمب كان أوفد، العام الماضي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، لحضور العشاء ممثلة عن إدارته، لكنه اعتبر لاحقاً أن جمعية الصحافيين أساءت معاملتها خلال العشاء السنوي من خلال كلام غير مناسب قالته ممثلة من ضمن جدول الاحتفال.
إلى ذلك، شهدت الأشهر الأخيرة تراجعاً ضخماً في علاقة ترمب والصحافة، لكن الساعات الأولى من صباح الثلاثاء كانت مميزة، فقد تساءل ترمب في تغريدة إن كانت صحيفة نيويورك تايمز ستعتذر منه للمرة الثانية و"هذه المرة عليهم أن يركعوا وأن يرجوا غفراناً"، مضيفاً: "إنهم بالفعل أعداء الشعب".
أرسل ترمب تغريدة أخرى انتقد فيها شبكة "سي أن أن" و"أم أس أن بي سي" وأغدق الثناء على شبكة فوكس. وفي واحدة من تلك التغريدات، قال: "في الأيام الخوالي، لو كنت رئيساً وكان لديك اقتصاد جيد لكنت محصناً من الانتقاد". وأضاف أن الاقتصاد الآن في أفضل حال في التاريخ "لكن هذا يعني لا شيء لدى الإعلام".
ربما تكون هذه التغريدة بمضمونها السبب الرئيسي لغضب الرئيس الأميركي، فهو يرى بوضوح أن الأوضاع العامة في الولايات المتحدة، خصوصاً الاقتصاد، بوضع جيد جداً، والبطالة في أدنى مستوى لها منذ 50 عاماً، لكن الإعلام يريد فقط أن يتحدث عن تقرير المحقق الخاص، روبرت مولر، بعدما أقفل التحقيق في تدخلات روسيا في الانتخابات الرئاسية ،كما يريد إثارة الأسئلة عن تآمر بين حملة ترمب وروسيا.
لا غرفة صحافة
هذا المشهد كان حاضراً صباح الثلاثاء في الباحة الشمالية للبيت الأبيض، حيث تجمع الصحافيون بين خيام التلفزيون ومدخل "الجناح الغربي"، حيث مكتب الرئيس ومساعدوه المباشرون.
وكان نائب المتحدثة باسم البيت الأبيض، هوغان غيدلي، في البث المباشر مع قناة فوكس، وانتظره مراسلو ومصورو باقي القنوات لطرح بعض الأسئلة، فسأله أحد مراسلي شبكة "أن بي سي: "هل سيقبل المساعدة الروسية في انتخابات العام 2020؟".
والمقصود قبول الرئيس الأميركي مساعدة من روسيا في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فرد نائب المتحدثة على الصحافي بعرض خطوات قامت بها إدارة ترمب للرد على التدخلات الروسية، واتهم إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، بالتقاعس، ثم غادر بدون الإجابة على مزيد من الأسئلة.
استمر وقت الأسئلة والأجوبة بينه والصحافيين 4 دقائق ليس أكثر. أما في غرفة الصحافة، والشهيرة منذ 25 عاماً بالإيجازات الصحافية، فكانت العتمة تظلل بعضها بدلاً من الأضواء، وبدلاً من 30 إلى 60 صحافياً يتجمعون في تلك الغرفة الصغيرة لطرح الأسئلة على المتحدثة باسم البيت الأبيض. بدلاً منهم، نصب مصورو التلفزيون قواعد كاميراتهم، واحتل عدد منهم كراسي الصحافيين، وبدا المكان وكأنه مصاب بالإهمال. فلا أحد ينتظر سارة ساندرز لإعطاء الإيجاز الصحافي وهي قدمت آخر إيجاز منذ 4 أشهر وبعدها جاءت إلى غرفة الصحافة مع مسؤولين من الإدارة ووزراء لعرض سياسات أو إنجازات إدارة ترمب.