المصدر / وكالات - هيا
محمود الشرعان-عمّان
ربما لم تتوقع دول الحصار الأربع أن يكسر الأردن حصارها على قطر، بعد عامين على قرار المملكة تخفيض مستوى تمثيلها الدبلوماسي لدى الدوحة في يونيو/حزيران 2017 على خلفية الأزمة الخليجية.
التقارب الواسع بين عمّان والدوحة بلغ ذروته مع صدور قرار ملكي أردني بالموافقة على تسمية السفير زيد مفلح اللوزي سفيرا فوق العادة ومفوضا للمملكة في دولة قطر.
كما وافقت الحكومة الأردنية على قرار حكومة دولة قطر ترشيح الشيخ سعود بن ناصر بن جاسم آل ثاني ليكون سفيرا فوق العادة ومفوضا لها لدى البلاط الملكي الهاشمي.
ويعد اللوزي بمثابة الرجل الثاني في وزارة الخارجية الأردنية، حيث شغل منصب أمين عام الوزارة والمشرف على الأطقم الدبلوماسية بالخارج، وتعتبر مرتبة "فوق العادة" الأعلى في مراتب السفراء، وتمكن صاحبها من إمكانيات استثنائية لأداء مهامه.
خطوة منتظرة
العلاقة بين الدوحة وعمّان لم تصل حد القطيعة، إذ استقبل الملك الأردني عبد الله الثاني وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع خالد بن محمد العطية في العاصمة الأردنية، وكان هناك دعم اقتصادي بقيمة نصف مليار دولار لغايات الاستثمار، ومنح عشرة آلاف وظيفة للشباب الأردنيين من الدوحة.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي أن الانفراج الذي طرأ على العلاقة الثنائية بين البلدين في العام الأخير، والذي جسدته الزيارات المتبادلة بين البلدين مهد طريقا أيسر لتبادل السفراء.
وتوقع الرنتاوي خلال حديثه للجزيرة نت أن تتبع عودة السفراء لقاءات على مستوى أرفع في الفترة المقبلة، خاصة أن فتور العلاقة من الأساس لم تكن له أسباب أردنية أو قطرية بل مرتبط في ظرف إقليمي.
ويضيف الكاتب أن عمّان تحدث تقدما كبير في العلاقة مع الدوحة، خاصة أن المملكة تحتاج إلى التنوع في علاقاتها الخارجية والانفتاح على الأشقاء بعيدا عن سياسية المحاور والاستقطاب التي هيمنت على المنطقة مؤخرا.
وتبدو الخطوات الأردنية القطرية أسرع من ذي قبل، إذ يأتي التقارب الدبلوماسي عقب توقيع اتفاقيات اقتصادية وعسكرية عدة.
ويصف رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة العلاقات الأردنية القطرية بـ"الأخوية"، مرحبا بعودة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.
ويقول الطراونة للجزيرة نت إن هناك استثمارات قطرية على أرض المملكة، ويجب أن تستمر وتتضاعف في الفترة المقبلة، مؤكدا أن ما مضى بمثابة "سحابة صيف" ومرت بكل يسر، وتفهم الأشقاء في الدوحة موقف الأردن.
ونقل رئيس مجلس النواب الأردني في رسالة شفوية تحيات الملك الأردني عبد الله الثاني إلى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في ختام أعمال الدورة 140 للاتحاد البرلماني الدولي التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة في أبريل/نيسان الماضي.
ساسة أردنيون يرون أن المملكة تحاول إيصال رسالة لجميع الدول الخليجية، مفادها أن علاقتها يجب ألا تكون على حساب بعضها البعض، وأن المصالح الأردنية تتطلب الحفاظ على علاقات الجميع، الأمر الذي يتفق عليه رئيس الديوان الملكي السابق جواد العناني.
"خبر غير سار"
ويشير العناني للجزيرة نت إلى أنه بالتأكيد ستكون هناك ردود فعل سلبية من قبل عواصم الحصار الأربع (السعودية، الإمارات، البحرين، مصر).
ويؤكد رئيس الديوان أن العواصم الأربع بالتأكيد لا تريد سماع خبر عودة التمثيل الدبلوماسي بين الدوحة وعمّان، إلا أنه يجب أن تفهم تلك العواصم حساسية الموقف الأردني.
حديث العناني يتفق معه الكاتب الرنتاوي، إذ يشير إلى أنه "لا شك أنه خبر غير سار للعواصم الأربع"، وهو ما بدا واضحا في تغريدات لحسابات وهمية عبر منصات التواصل الاجتماعي.
بدورها، رحبت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بعودة التمثيل الدبلوماسي الكامل بين البلدين، معتبرة أنها خطوة في الاتجاه الصحيح، خاصة بين دول شقيقة تتمتع بمصالح متبادلة ومشتركة.
وقال أمين سر الجماعة رامي العياصرة للجزيرة نت إنه لا يوجد ما يمنع في الأساس تخفيض التمثيل الدبلوماسي، مشيرا إلى أن الجماعة تدعم القيادة الأردنية في تنويع خياراتها بالعلاقات الخارجية، وعدم الدخول في صراع المحاور بالمنطقة.