المصدر / وكالات - هيا
نقلت صحيفة (هآرتس) عن قائد الجبهة الداخليّة في الجيش الإسرائيلي الجنرال تامير يدعي قوله إنّه في السنوات الأخيرة لم يحدد المعنيون في الجيش التغييرات التي طرأت على قدرة العدو على تهديد الجبهة الداخلية خلال الحرب، لافتًا إلى أنّ هيئة الأركان العامة لم تأخذ في الحسبان الحاجة إلى الاستعدادات لساعة الطوارئ، وفي مقال له في المجلة العسكرية “بين هكتافيم”، أضاف يدعي إنّ الجيش لم يستعد بشكلٍ مناسبٍ على الرغم من أن المتغيرات في التهديد على الجبهة الداخلية معروفة للجميع.
وبحسب كلامه، فإنّه منذ توليه منصبه حصل تحسّن معيّن، لكن قيادة الجبهة الداخلية حتى الآن لم تحل جميع المشاكل، والطريق لا تزال طويلة. وأضافت “هآرتس” أنّ الجنرال يدعي، الذي تولى منصبه في آب (أغسطس) من العام 2017 قال إنّه في بداية طريقه تبيّن له أنّ القيادة قد تظهر بأنّها غير ذي صلة خلال الحرب، وذلك في حال لم تتغير نوعية استجابة الجبهة الداخلية في الإنقاذ والإسعاف بشكل جوهري، وأيضًا قدراتها على المساعدة في منع انهيار المنظومات المدنية في الطوارئ.
وتناول الجنرال يدعي التغييرات التي طرأت على قوة العدو من الشمال والجنوب، أي حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية، فقال إنّه منذ العام 2006 طوَّر العدو منظومات صواريخ بأحجام كبيرة قادرة على إطلاق صليات واسعة النطاق وبشكل متواصل إلى جميع الأراضي الإسرائيليّة.
وأضاف الجنرال أنّ هذه القدرات أدت إلى تطوير مفهوم لدى العدو مفاده أنّ النيران لن تستخدم فقط من أجل التخويف، بل من أجل شلّ الجبهة الداخلية بإجبارها على المكوث المستمر في الملاجئ، وشل المرافئ والمطارات وإلى اختراق مظلة الدفاع الجوي التابعة للجيش الإسرائيليّ.
ونقلت “هآرتس” عن مصادر رفيعة جدًا بالمنظومة الأمنيّة بتل أبيب قولها إنّ مسؤولي الجيش على المستوى السياسيّ يتحدّثون عن أنّ حزب الله لم يصل بعد إلى إنجازات بارزة في دقة صواريخه، لكن سيناريو الجنرال يدعي أخذ هذا الاحتمال على محمل الجدّ، وقال إن جيوش الإرهاب المحيطة بنا تطور قدرات هجوم دقيقة، هذه القدرات تهدف إلى شل أهداف حيوية سواء في المجال المدني مثل الكهرباء والمياه أو سواء في الجبهة الداخلية العسكرية أي استهداف مواقع استخباراتية ووحدات الدفاع الجويّ.
ووفقًا للصحيفة، تابع الجنرال يدعي قائلاً إنّ ثمة تهديدات تتعلّق بحرب السايبر (الحرب الالكترونيّة)، وفي هذا السياق أشار إلى أنّ سيناريو القتال على عدّة جبهاتٍ بشكلٍ متوازٍ سواء في قطاع غزة أوْ في الجبهة الشمالية تحوّل أكثر من أيّ وقتٍ مضي إلى سيناريو معقول يجب الاستعداد له، على حدّ تعبيره.
وبحسب الجنرال يدعي، فإنّ قيام حزب الله أوْ أيّة منظمةٍ أخرى بإدخال الجبهة الداخليّة في إسرائيل خلال القتال البري إلى حالةٍ من الشلل التّام، وتحت الأرض، قال الجنرال الإسرائيليّ، سيُخيِّم على أيّ إنجازٍ عسكريٍّ في أرض العدوّ، طبقًا لأقواله.
على صلةٍ بما سلف، وفي سياق الترددات التي خلّفتها مقابلة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في ذكرى عملية الأسر في العام 2006 وحديثه عن هشاشة الجبهة الداخليّة ووهنها، كشف تقرير نشره موقع (WALLA) العبريّ عن خلافٍ داخل القيادة العسكريّة في المنطقة الشماليّة تحوّل إلى “نكايةٍ” تُشكِّل ضررًا أمنيًا على جنود الاحتلال في منطقة الحدود مع لبنان، التي تعتبر إحدى الساحات الخطيرة والمعقدّة في حماية إسرائيل.
ووفقًا لما ورد في التقرير فإنّ ضباطًا كبارًا في قيادة المنطقة الشماليّة اتخذوا قرارًا بإحداث فجوةٍ أمنيّةٍ خطيرةٍ على طول الحدود، وذلك على خلفية محاولة التوفير في الموازنة، كما قالت المصادر الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب.
وأضاف تقرير (WALLA) إنّ جنودًا في المنطقة حذّروا من هذه الفجوة معتبرين أنّها ستكون لعبة “روليت روسية” تلعب بحياة الجنود، وطالبوا القيادة العليا بإعادة النظر بهذا القرار، فكان الرد السريع من قبل الضباط الكبار توسيع القرار وزيادة الفجوة الأمنيّة أكثر. وكشف التقرير أيضاً أنه، وفقًا لمصادر عسكريّةٍ غير رسمية، تُحاوِل قيادة الجيش الإسرائيلي في هذه المرحلة فهم كيف اتخذ هذا القرار والعمل على التخفيف منه بأسرع وقتٍ.
تجدر الإشارة إلى أنّ الجيش يتخذ العديد من الإجراءات المالية المكلفة إذْ يُحاوِل من خلالها الحفاظ على جنوده ومنها تطبيق “هنيبعل” الذي يُلزِم القيادة العسكريّة باستهداف أيّ منطقةٍ تحصل فيها عملية أسر بغزارة نيران من المصادر والقوات كافة لمنع سحب الأسير، ولو اقتضى الأمر قتله في مكان الأسر. وكذلك زيادة الدورية الروتينيّة ورفع أعمدة كاميرات المراقبة على امتداد مسارات آليات المسح والمراقبة وحتى الدورية المؤلّلة على الحدود.