المصدر / وكالات
قليلون من الفلسطينيين وكثيرون من المارة في شارع بنسيلفانيا 1600 يعرفون كونسبسيون توماس.
الفلسطينيون القليلون هم جزء من الصحفيين أو الزوار الدوليين لعاصمة الولايات المتحدة، الذين قادتهم خطاهم للوقوف أمام الجدار الحديدي حول البيت البيضاوي، والكثيرون أولئك السكان الذين يحثون خطاهم يوميا من ذلك الشارع الذي يمر من أمام حديقة بيت الرئيس.
الجميع يشاهد المرأة المثيرة للانتباه، بخوذتها ووشاحها، وخيمة البلاستيك التي لا ينفك المارة عن تصويرها. هذه الصورة التي اجتاحت على مدار عقود صحف ووكالات أبناء العالم، منها عدد قليل من مواقع الأخبار الفلسطينية.
في العام 1979 وصلت الى ذلك الشارع كونسبسيون، بعد أن أنهت عملها في بورصة نيويورك، لتباشر عملا جديدا مختلفا تماما.
بدأت بالاحتجاج على سياسة الرؤساء الأميركيين، إزاء مسائل كثيرة منها القضية الفلسطينية، إلى جانب انتشار الأسلحة النووية والعنف ضد الأطفال على مدار ثلاثة عقود لازمت المرأة التي صارت جزءا من مشهد البيت الأبيض خيمتها البلاستيكية.
وعلى مدار تلك السنوات ذكرت القضايا التي تناضل من أجلها أمام كل زائر توجه إليها بسؤال.
التقيت كونسبسيون في يوم بارد في شتاء 2012، كانت حديقة البيت الأبيض هادئة، إلا من جلبة خفيفة أحدثتها بعض ذكور السناجب.
خلال ثوان قليلة استطاعت المرأة أن تشرح هدفها في الحياة: “منع العالم من تدمير نفسه”.
مرت العاصفة الأعتى التي ضربت الولايات المتحدة قبل يومين بينما كانت كونشيتا أو كوني كما دعاها أصدقاؤها، تعيش آخر ساعاتها قبل أن تسلم روحها أمس للخالق .
حري بنا أن نتذكر كوني المهاجرة الإسبانية، المناضلة الأميركية، السيدة المهذبة، التي دخل الكثيرون الى البيت الأبيض وخرجوا منه، فيما ظلت هي على دأبها: جالسة من أجل إسماع صوتها الخفيف الهادئ.