المصدر / وكالات - هيا
أحمد عبد الله-أديس أبابا
أعلن المجلس الوطني للانتخابات في إثيوبيا (هيئة دستورية مستقلة) أن إجراء الاستفتاء في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا سيجري يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل تلبية لمطالب قومية "السيداما" -إحدى القبائل الكبرى- بالانفصال وتكوين إقليم جديد.
ويكفل الدستور الإثيوبي لكل الجماعات والقوميات الإثيوبية حق التصويت على إقامة إقليم جديد إذا طلبت، ويضمن لها حقوقا مثل جباية بعض الضرائب واختيار اللغة الرسمية لإقليمها وإدارة قوات أمن خاصة وسن قوانين بشأن قضايا مثل التعليم وإدارة الأراضي.
من جهته، أكد مجلس الانتخابات الإثيوبي في بيان صادر عنه يوم الخميس أنه تم إعداد 1692 مركز اقتراع وتعيين 8460 مشرفا انتخابيا بغرض إجراء عملية الاستفتاء.
وقال في البيان له إنه تلقى طلبا من مجلس إدارة منطقة السيداما في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 بإقامة إقليم منفصل لقومية السيداما.
وبحسب البيان فإن مجلس إقليم شعوب جنوب إثيوبيا سيخصص ميزانية تقدر بـ 75.6 مليون بر إثيوبي لإجراء الاستفتاء.
قومية السيداما
تعتبر مطالب قومية "السيداما" قديمة جديدة، فقد طرحت في عام 1995 -أي بعد نحو عام واحد من تطبيق الفدرالية- عقب الموافقة على الدستور الإثيوبي، ولكن وقتها وبعد مناقشة مستفيضة لم يقرر المجلس الفدرالي الإثيوبي أحقية القومية في إقليم خاص بها.
وبعد مرور نحو عقدين ونصف العقد من تجارب تطبيق الأقاليم المختلفة في إثيوبيا في إدارة شؤونها الخاصة، تهيَّأ الجو لبعض الشعوب الإثيوبية القاطنة في الجنوب، التي يحتويها إقليم واحد، للمطالبة بتحويل المقاطعات التي تعيش فيها إلى أقاليم أسوةً بالقوميات الكبرى في إثيوبيا.
وتشكل قومية "السيداما" نحو 4 ملايين نسمة من إجمالي عدد سكان الإقليم الذي يقدر بـ17 مليون نسمة، وهي من الشعوب الكوشية (شعوب مملكة كوش).
يتحدث شعب السيداما لغة "سيدامو" (لغة كوشية) وحافظوا على تراثهم الثقافي وأنظمتهم الإدارية الراسخة التي يرجع تاريخها إلى القرن التاسع، ويمتهنون حرفة الزراعة خاصة البن وتربية المواشي، بالإضافة إلى مهن أخرى كثيرة.
والأقاليم الإثيوبية الحالية 9 أقاليم وهي: هرر، وتجراي، وأمهرا، وأروميا، وشعوب جنوب إثيوبيا، والعفر، والصومال الإثيوبي، وبني شنقول جومز، وغامبيلا، وفي حالة منح السيداما إقليما منفصلا سيكون الإقليم العاشر.
ويضم الإقليم أكثر من 50 قومية أبرزها: السيداما، والولايتا، والهديا، وقوراقي، وجامو، وسيليتا، كلها أضافت له مزيجا من التنوع في مجال الفنون والتراث والثقافة كأرض مشبعة بعادات وتقاليد قوميات عديدة.
ويخشى المراقبون أن تتسع رقعة مطالب القوميات في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا خاصة وأن قومية الولايتا أعلنت في يوليو/تموز الماضي عقب موافقة المجلس الوطني للانتخابات إجراء الاستفتاء في محافظة السيداما على إقليم خاص بها.