المصدر / وكالات - هيا
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال كلمته أمام الجمعة العامة للأمم المتحدة، قبل عدة أيام، أنه سيدعو لانتخابات عامة في قطاع غزة، والضفة الغربية، القدس، وأنه سيُحمل المسؤولية لكل من سيرفضها.
الفصائل الفلسطينية بدورها، أكدت أن دعوة الرئيس لانتخابات عامة، فيها نوع من الغموض، فليس معروفاً ما هي الانتخابات، أما حركة حماس فأصدرت بياناً صحفياً، استعدت فيه لإجراء انتخابات عامة، رئاسية، وتشريعية، ومجلس وطني، متزامنة.
"دنيا الوطن"، استطلعت آراء بعض المحللين، للتعرف على ما هية الانتخابات العامة، التي دعا إليها الرئيس عباس، وخرجت بالتالي:
أوضح يونس الزريعي المحلل السياسي، أن المقصود بالانتخابات العامة في الضفة وغزة والقدس، التي تحدث عنها الرئيس، هو انتخابات تشريعية، وانتخابات رئاسية، وانتخابات للهيئات المحلية، لافتاً إلى أن عضوية المجلس الوطني كانت مقسمة بالتوافق بين فصائل منظمة التحرير، ويضاف لها الأعضاء من الاتحادات والنقابات وجيش التحرير والمستقلين من الشخصيات العامة، بالإضافة إلى أعضاء المجلس التشريعي، وفق نظام دقيق معمول به في استحقاق عضوية المجلس.
وقال الزريعي: "هناك توجه تم التوافق عليه في بيروت بإمكانية الانتخاب لأعضائه من الشتات بالانتخاب أو بالتوافق بين الفصائل، يضاف لهم المنتخبون من المجلس التشريعي وربما رؤساء البلديات".
وأضاف: "لا زلت لا أستطيع أن أعطي جواباً نهائياً بشأن إمكانية مشاركة حماس في الانتخابات من عدمه، رغم إعلانها الدائم باستعدادها لذلك بشروط"، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني لا يمكن له أن ينتظر مصالحة بين فتح وحماس، معتبراً في الوقت ذاته أن الانتخابات استحقاق شعبي للجميع بمن فيهم جمهور فتح وحماس.
وفي سياق ذي صلة، أيّد الزريعي، توجه أن الانتخابات هي مدخل للخورج من حالة الانقسام، مشدداً على ضرورة أن يشرف على هذه الانتخابات جهات دولية من أصدقاء الشعب الفلسطيني.
بدوره، أوضح هاني حبيب، المحلل السياسي، أن هناك غموضاً في مصطلح الانتخابات العامة، الذي أطلقه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال كلمته أمام الجمعة العامة للأمم المتحدة، لافتاً إلى أنه في الخطاب السياسي الفلسطيني، يتم تداول الانتخابات باعتبارها إما محلية أو تشريعية أو رئاسية أو مجلس وطني لمنظمة التحرير.
وقال حبيب: "لم يجر تداول مصطلح انتخابات عامة إلا في هذه المرة، ما يدفع البعض للتساؤل، لماذا لم تكن هناك إشارة إلى طبيعة الانتخابات وتفاصيلها، كما جرت العادة، وبالتالي كان الغموض".
وأضاف حبيب: "لم يكن هناك توضيح ما هو المقصود بالانتخابات العامة، التي دعا إليها الرئيس عباس، لذلك كافة الفصائل ردت بشكل تفصيلي، بأن تكون الانتخابات متزامنة برلمانية ورئاسية، أو برلمانية ورئاسية للمجلس الوطني، حتى تحدد موقفها بالضبط".
وشدد المحلل السياسي، على ضرورة أن توضح القيادة الفلسطينية بشكل واضح، ما هو المقصود بالانتخابات العامة، لافتاً إلى أن الرد الإيجابي من قبل الفصائل الفلسطينية، وخاصة حركة حماس، لا يعني مشاركتها في الانتخابات، بسبب أنه عندما يتم الدخول في التفاصيل تنشأ الخلافات، كما حدث في الانتخابات المحلية السابقة.
وفي السياق، قال حبيب: "الأمر لا يجب ان يكون مقصورا على التصريحات التي تبدو وكأنها إيجابية، وبالتالي العبرة في التفاصيل، حيث إن كافة الفصائل تدرك بأنها تستطيع عند الدخول في التفاصيل، أن تضع العقبات إذا لم تكن الظروف في صالحها".
وبين، أنه من الناحية النظرية، تعتبر الانتخابات مدخلاً لإنهاء الانقسام وتطبيق المصالحة، لكن من الناحية العملية وفي الوضع الفلسطيني، فبدون إجراء توافقات ومصالحات على الأقل حول العديد من الملفات، فمن الصعب إجراء الانتخابات، خاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، لأن هناك عقبات تتعلق بعملية الانقسام، بالإضافة إلى الملفات المتعلقة بالقضاء والأمن الداخلي، وقانون الانتخابات، وبالتالي يجب أن يتم تسوية كافة هذه الملفات.
بدوره، أكد الدكتور فايز أبو شمالة، المحلل السياسي، أن الرئيس عباس أعلن في أكثر من مناسبة، أنه يدعو لانتخابات تشريعية لكل الفلسطينيين في الضفة والقدس وغزة، لافتاً إلى أن هذه هي الانتخابات العامة.
وقال أبو شمالة: "أما الانتخابات الرئاسية فهي خارج المعادلة، وليست ضمن تفكير الرئيس عباس، لذلك فإن الفصائل الفلسطينية في حيرة من أمرها حول المقصود من الانتخابات العامة"، لافتا إلى أنه إذا دعا الرئيس عباس لانتخابات رئاسية، يكون قد حقق خدمة كبيرة للمجتمع الفلسطيني ولا تقدر بثمن.
أاشار أبو شمالة، إلى أن حركة حماس تعاملت بذكاء مع دعوة الرئيس للانتخابات، وأرادت أن تستبق الأحداث وأن توحي للشعب الفلسطيني ولحركة فتح أنها مع انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة، مع إمكانية تأجيل انتخابات المجلس الوطني.
وقال: "في اللحظة التي يجري فيها انتخابات تشريعية فقط، فإن كافة الفصائل لن تشارك، لأنه أصبح لديها موقف لإنهاء الانقسام، والدعوة لإجراء الانتخابات العامة الرئاسة والتشريعية".
واعتبر أبو شمالة أن الدعوة لانتخابات بحد ذاها، هي دعوة لإنهاء الانقسام، لافتاً إلى أن نتائج الانتخابات، ستكون مفروضة على الجميع بما فيهم حركتا فتح وحماس، وبالتالي عدم الدعوة لانتخابات رئاسية وتشريعية، هي دعوة لاستمرار الانقسام.