المصدر / وكالات - هيا
كشف موقع ويللا الإخباري الإسرائيلي "بعضا من تفاصيل شبكة التجسس اليهودية التي عملت في مصر في سنوات الخمسينات، برئاسة الجاسوسة مارسيل نينيو، التي توفيت قبل ساعات".
وأضاف إيلي أشكنازي، المراسل العسكري للموقع، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "نينيو تعدّ من العناصر الأساسية في العمل الاستخباري الإسرائيلي في مصر، بعد أن تم كشفها من قبل المخابرات المصرية، حيث اعتقلت لمدة 15 عاما قبل عودتها لإسرائيل، وكانت مهمتها في هذه العمليات الأمنية الاتصال بين عناصر الشبكات الاستخبارية، ونقل المعدات اللازمة لها في مدينتي القاهرة والإسكندرية".
وأوضح أن "هذه القضية عرفت آنذاك في التاريخ الاستخباري الإسرائيلي باسم "العمل المشين"، وقد ولدت نينيو في 1929 في العاصمة المصرية القاهرة، وعملت في وقت مبكر ضمن مجموعات "الحارس الصغير" التابعة لليهود في مصر، وحينها نشأت علاقة مبكرة مع حاييم فيكتور سعدية الذي كان يبحث عن متطوعين ذوي تطلعات صهيونية".
وأشار إلى أن "فيكتور أوجد الاتصال الأول بين نينيو وشلومو هيلل، ممثل الوكالة اليهودية في مصر آنذاك، ثم التقت مع أبراهام دار، وحينها بدأت عملها في شبكة التجسس اليهودية داخل الأراضي المصرية، ولقبها السري في الشبكة كان "كلود"، ومهمتها أن تكون ضابطة الاتصال بين عناصر المجموعات الاستخبارية الإسرائيلية، ونقل المعدات اللازمة لهم".
وأكد أن "أبراهام قام بتعريفها على جميع عناصر الخلية اليهودية في المدينتين المصريتين القاهرة والإسكندرية، وفي عام 1952 تعرفت نينيو على مائير بينت، الذي عمل في مصر ضمن مهمة استخبارية أخرى دون صلة بالخليتين الباقيتين التي أقامهما أبراهام دار، وبدأ بينت بتكليف نينيو بإرسال بعض المعدات لأفراد تلك الخليتين، وقد أشرف على تعليمها وتدريبها على مهام التصوير، وكتابة الرسائل السرية التمويهية".
وكشف التقرير أن "أعضاء الخليتين المكونتين من 13 عنصرا عملوا خلال سنوات طويلة في مصر كخلايا نائمة، وفي مايو 1954 تم نقل مسؤولية الخليتين إلى إيفري إلعاد، وفي يوليو 1954 بدأ أعضاء الخليتين بتنفيذ أعمال تخريبية داخل مصر؛ بهدف تشويش علاقاتها مع الدول الغربية، خاصة بريطانيا والولايات المتحدة بشكل خاص".
وأشار إلى أن "خطأ تكتيكيا أدى إلى كشف أعضاء الخلية، وتباعا تم كشف باقي أعضاء الخليتين، وفي 11 ديسمبر 1954 بدأت محاكمتهم، وقد تنوعت الأحكام القضائية لأعضاء خلية التجسس بين الإعدام شنقا، والمؤبد، وسنوات عديدة من السجن".
وأكد أن "الرقابة العسكرية الإسرائيلية فرضت تعتيما كاملا على القضية، وأطلقت عليها اسم "العمل المشين"، وطوال سنوات لاحقة كان التطرق إليها يتم عبر رموز مشفرة، وفي 1968 اتفقت مصر وإسرائيل، رغم أنهما في حالة حرب آنذاك، على إطلاق سراح نينيو مع ثلاثة آخرين من أعضاء الخلية، ووصلوا إسرائيل".
وختم بالقول إنه "فور وصول نينيو إلى إسرائيل تم منحها درجة جنرال في سلاح الاستخبارات، وتعلمت اللغة العبرية في فترة لاحقة، ثم الأدب الإنجليزي والأمريكي بجامعة تل أبيب، حتى توفيت قبل ساعات عن عمر 90 عاما".