المصدر / وكالات - هيا
تعرضت صحيفة واشنطن بوست الأميركية لحملة انتقادات شعبية واسعة مساء الأحد، بعد كتابتها عنواناً ينعى مقتل زعيم داعش أبوبكر البغدادي، ويصفه بأنه "عالم ديني متقشف على رأس الدولة الإسلامية".
فبعد أن كتبت في عنوانها الرئيسي "أبو بكر البغدادي، العالم الديني المتقشف وقائد الدولة الإسلامية، مات عن عمر يناهز 48 عاماً"، استعرت على مواقع التواصل حملة ضغط ضخمة، دفعت الصحيفة فوراً إلى تغيير العنوان، لتكتب هذه المرة "وفاة أبو بكر البغدادي، الزعيم المتطرف للدولة الإسلامية ، عن عمر 48 عاماً".
وفي محاولة لتبرير الأمر، سارعت نائبة رئيس قسم الاتصالات في الصحيفة، كريستين كوراتي كيلي، إلى التوضيح قائلة في تصريح لشبكة فوكس نيوز "فيما يتعلق بنعي البغدادي لا ينبغي أن يكون العنوان قد قرأ بتلك الطريقة، ولكننا قمنا بتغييره بسرعة في كل الأحوال".
ومع تزايد الضغوط قامت الصحيفة للمرة الثالثة بتغيير العنوان، ليصبح "وفاة أبو بكر البغدادي الرئيس الإرهابي لتنظيم الدولة الإسلامية، عن عمر يناهز 48 عامًا".
حملة سخرية.. ونعي لهتلر أيضا!
في المقابل، وتعليقاً على العنوان الذي أثار الجدل بشكل واسع بين الأميركيين على تويتر، قالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، ستيفاني غريشام، على تويتر "لا توجد كلمات" فيما يتعلق بعنوان The Post.
في حين رد المتحدث الصحافي السابق شون سبايسر بغضب قائلاً: "توقفوا، اقرأوا هذا وفكروا فيه: في الليلة الماضية، قُتل إرهابي وحشي لا يرحم وهدد بلادنا وهو المسؤول عن مقتل مواطنين أميركيين في عملية ناجحة قام بها الجيش الأميركي. لكن الواشنطن بوست تصفه بالعالم الشرعي".
وتواصلت حملة السخرية والانتقادات لعنوان الصحيفة، وقالت النائبة الجمهورية ليز تشيني "إن واشنطن بوست تحاول جاهدة التمسك بمشتركي داعش في الصحيفة".
العنوان الثاني
كما سخر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي من الصحيفة تحت #WaPoDeathNotices عبر كتابة نعي لشخصيات تاريخية أخرى ارتكبت جرائم وفظائع.
فكتب البروفيسور والترروس ميد، أستاذ كلية بارد، وكاتب العمود في وول ستريت جورنال قائلا "جنكيز خان، الفارس البارع والمسافر الذي لا يعرف الكلل، يلفظ أنفاسه الأخيرة".
بدوره كتب جيسون هورتون "وفاة أدولف هتلر، مخطط المجتمع العاطفي والمتحدث العام الديناميكي، عن عمر 56".
فظاعات داعش
يذكر أن داعش نفذ تحت قيادة البغدادي عدداً هائلاً من الأعمال الوحشية، من استعباد واغتصاب الآلاف من النساء من الأقلية الإيزيدية في العراق وغيرها، كما نفذ عمليات ذبح لا توصف بحق مئات الأسرى الذين اعتقلهم أو خطفهم، فضلاً عن عمليات الشنق والإحراق الرهيبة التي قام بها وصورها، بالإضافة إلى الإلقاء عن أسطح المباني وغيرها من الفظاعات والجرائم الكريهة التي لن ينساها العالم أجمع لاسيما في سوريا والعراق، بالإضافة إلى قطع رؤوس عشرات الصحافيين وعمال الإغاثة من عدة جنسيات، بمن فيهم أميركيون.
فقد قام التنظيم بقطع رأس جيمس فولي، الصحافي الأميركي في أغسطس 2014 أثناء تغطيته للحرب الأهلية السورية. وكان فولي، البالغ من العمر 45 عاماً، أول مواطن أميركي يقتل على أيدي المجموعة الإرهابية.
ثم قطع رأس ستيفين سوتلوف، صحافي أميركي آخر، وبيتر كاسيغ، وهو عامل إغاثة أميركي حيث تم قطع رؤوس الثلاثة جميعهم أمام الكاميرا.
ولعل الأفظع بالنسبة لأميركا فقد كان قتل كايلا مولر، عاملة الإغاثة الأميركية على أيدي داعش، بعد أن احتُجزت كرهينة في عام 2013 وتعرضت للاغتصاب من قبل البغدادي، بحسب ما أفادت عدة تقارير صحافية، حتى تم تأكيد وفاتها عام 2015.