المصدر / وكالات
نظمت بلدة إيطالية صغيرة تنتمي لإقليم بيمونتي الإيطالي حفلا بمناسبة ولادة أول طفل فيها منذ سنة 1987. و صرح رئيس البلدية التي تسمى أستانا الواقعة في جبال بيمونتي أن ولادة هذا الطفل يعتبر حلما تحقق للمجتمع الصغير الذي عرف تراجعا في عدد سكانه منذ 100 سنة الماضية حيث يبلغ عددهم الآن نحو 85 نسمة و يسكن نصفهم فقط بشكل دائم في البلدة. و قال رئيس بلدية أستانا أن عدد سكان البلدة بدأ يتراجع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في حين أن معدل الولادات تراجع بشكل واضح مع بداية سنة 1975.
و قد كانت لولادة الطفل “بابلو” الذي و لد في أحد المستشفيات في مدينة تورينو في الأسبوع الماضي وقع جميل في قلوب سكان البلدة لذلك احتفلت بقدومه. من جهة أخرى تعمل بلدة أستانا على الحد من الهجرة السكانية منها عن طريق خلق فرص للشغل، حيث كان والدا بابلو من بين السكان الذين ينوون الهجرة من البلدة قبل خمس سنوات لكن عند ولادة الطفل تغير كل شيء فقد تم توفير عرض عمل للأب للعمل في إدارة ملجأ قريب من البلدة.
منطقة بيمونتي “ Piemonte “
تسمى بالإيطالية بيمونتي و بالقسطانية و بالبيدمونتية “بييمون”، و هي من أقاليم إيطاليا العشرين و تصل مساحتها إلى 25,402 كيلومتر. يبلغ عدد سكان الإقليم حوالي 4.4 مليون نسمة و عاصمته تورينو أما اللغة الرئيسية في المنطقة فهي اللغة البيدمونتية. تستعمل اللغة القسطانية من طرف بعض الأقلية في الوديان الأوكسيتانية في كل من مقاطعة كونيو و تورينو. و هناك أيضا اللغة البروفنسالية الفرنسية التي تعد لغة لأقلية تعيش في مرتفعات جبال الألب في مقاطعة تورينو. و يعني اسم المدينة “سفح الجبل” حسب بعض الوثائق المصدقة التي تعود لنهاية القرن 13.
من هم سكان بيمونتي ؟
عاش في بيمونتي خلال الأزمنة التاريخية كل من الكلتيون و الليغوريون كشعب تاوريني و سالاسي. و كانوا محكومون من طرف الرومان لمدة 220 سنة قبل الميلاد. و أسس الرومان عدة مستعمرات في الإقليم من بينها أوغوستا تاورينوروم و إبوريديا. و بعد أن سقطت الإمبراطورية الرومانسية الغربية، دخل بالقوة كل من البرغنديين و القوط في القرن الخامس الميلادي ثم البيزنطيين و اللومبارديين في القرن السادس و كذا الفرنجة. في القرن التاسع و العاشر كانت هناك عمليات للتوغل من قبل المجريين و المسلمين. و كانت بيمونتي في ذلك الوقت جزءا من مملكة إيطاليا ضمن الإمبراطورية الرومانية التي تم تقسيمها إلى عدة مقاطعات.
ما هي أهمية هذه المنطقة ؟
في سنة 1046 قام أودو من سافوا بضم بيمونتي إلى أراضيه في سافوا التابعة لفرنسا. و بعد أن رقيت مقاطعة سافوا إلى دوقية سنة 1416 نقل الدوق إيمانويلي فيليبرتو بلاطه إلى تورينو سنة 1563. فأسس دوق سافوا مملكة سردينيا بيمونتي مما جعل تورينو عاصمة مهمة في أوروبا. تم تشكيل جمهورية ألبا في سنة 1796 كجمهورية تابعة للفرنسيين في بيمونتي قبل أن تصبح المنطقة خاضعة لفرنسا سنة 1801. ثم تم تأسيس جمهورية جديدة “دون الألبية” و تم ضمها إلى فرنسا. بعد مؤتمر فيينا عادت مملكة سردينيا للحياة و أصبحت حاجزا ضد فرنسا.
و تعتبر بيمونتي نقطة الانطلاق إلى توحيد إيطاليا بين سنتي 1859 و 1861 بعد حروب سابقة ضد الإمبراطورية النمساوية التي فشلت. ورغم تناقض الجهود المبذولة من طرف المزارعين هناك و المملكة إلا أن آل سافوا أصبحوا ملوكا على إيطاليا و أصبحت بيمونتي عاصمة إيطاليا. و بعد تحرير مناطق أخرى انتقلت العاصمة إلى فلورنسا ثم إلى روما. و لإظهار أهمية بيمونتي لقب ولي عهد إيطاليا بأمير بيمونتي.