المصدر / وكالات
قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي الاثنين ان بلاده على علم بتهديد فرنسا بالاعتراف بـ"دولة فلسطين" في حال بقاء عملية السلام مجمدة، موضحا انه وفي الوقت الذي لا تعرف واشنطن تفاصيل البديل الفرنسي الذي تم الحديث عنه "إلا إننا نستمر في الانخراط مع شركائنا للبحث عن وسيلة بناءة للمضي قدماً في الدفع نحو حل الدولتين".
وأضاف كيربي الذي كان يتحدث أثناء مؤتمره الصحفي يوم 1 شباط 2016 : "إننا نستمر في قناعتنا أن المهم هنا أن يبدأ الطرفان في إطلاق مباحثات والعمل من أجل اتخاذ خطوات تتقدم نحو حل الدولتين وهذا هو موقفنا الثابت الذي نتمسك به ونطرحه دوماً"
و قال كيربي "إنا ما بإمكاني أن أقول أن الوزير (جون) كيري يظل مركزاً على هذه القضية التي لا تتراجع عن سلم أولوياته ولذلك فهو مستمر في حواراته مع الزعماء من الطرفين حيث تحدث إلى الرئيس عباس في نهاية الأسبوع وتباحثا بشأن هذه القضية".
واضاف "إننا نريد أن نرى تقدماً حقيقياً نحو حل الدولتين، ولكننا نريد أن نرى هذا التقدم في جهود الطرفين، لأخذ الخطوات الإيجابية فيما بينهم - لخلق الظروف المواتية والوصول لحوار مثمر يقود إلى حل الدولتين".
وأردف كيربي "لن أتحدث عن المبادرة الفرنسية التي حقاً لا أعرف عنها الكثير، بالنسبة لنا، سياستنا لم تتغير في رغبتنا أن نرى الطريق أمامنا يقود نحو حل الدولتين لم يتغير".
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قد أعلن يوم الجمعة الماضي أن فرنسا تبذل قصارى جهدها لتعزيز سبل السلام بين إسرائيل وفلسطين مشيرا الى أنه في حالة فشل المفاوضات ستضطر فرنسا للاعتراف بدولة فلسطين بشكل رسمي.
وقال فابيوس في المؤتمر الصحفي الذي أنعقد في باريس (الجمعة) ان استمرار إسرائيل في إنشاء المستوطنات هو السبب فى تفاقم الأزمة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، وهو ما يجب منعه من قبل جميع أعضاء مجلس الأمن وأن المسؤولية تقع على عاتق الجميع وهو ما لقي ترحيبا فلسطينياً بحسب رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الذي قال بأن أدنى خطوة سيتم اتخاذها لابد وأن تعتمد أولا على اتخاذ قرار بوقف الأنشطة الاستيطانية التي تقوم بها إسرائيل وذلك خلال إطار زمني محدد.
واثارت تصريحات فابيوس حفيظة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتياهو الذي رفض المبادرة الفرنسية معتبراً التهديد الذي وجهه فابيوس باعتراف فرنسا بدولة فلسطين سيؤدى إلى نتائج عكسية وربما يؤدى إلى رفض الفلسطينيين حضور أي مباحثات تجمعهم مع الإسرائيليي، وقال بان الاقتراح الفرنسي "سيزيد من التعنت الفلسطيني من خلال ضمان الاعتراف بالدولة الفلسطينية مسبقا" .
يشار إلى أن فرنسا عملت العام الماضي على عقد مفاوضات للسلام حول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ولكن إسرائيل رفضت حضور مفاوضات كهذه مما جعل فايبوس يؤكد أن السبب هو استمرار إسرائيل في سياسة الاستيطان في الضفة الغربية.
وفي قضية متعلقة قال كيربي رداً على سؤال يخص مقال الرأي الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الاثنين لأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون تحت عنوان "يا إسرائيل لا تقتلين المراسل" معبرا عن وجهة نظره في أن استمرار الاحتلال يعزز الإحباط ويدفع بالناس لاتخاذ خطوات يائسة أنه قرأ المقال "ولكن هذا المقال هو وجهة نظره (بان كي مون) وهو حر في التعبير عن وجهة نظره هذه ولكن من منطلقنا، فليس هناك مبرراً للإرهاب فنحن ندين بشدة الهجمات على الأبرياء وقد كررنا القول مرارا أنه من المهم أن يعمل الطرفان على مواجهة العنف".
وأضاف كيربي "كما قلنا الأسبوع الماضي ومراراً قبل ذلك فإن الوضع الراهن لا يدوم وطالما طالبنا بتقوية السلطة الفلسطينية على الأرض وبالطبع فإن موقفنا من الاستيطان معروف".
يشار إلى بان كي مون قال في مقاله المذكور "إنه من غير المعقول أن الاعتماد على التدابير الأمنية وحدها لوقف العنف، فكما نبهت مجلس الأمن الأسبوع الماضي، يتزايد الشعور بالإحباط والظلم لدى الفلسطينيين تحت نير احتلال ناهزَ نصف قرن" محذراً من "ان تجاهُل هذا الأمر لن يجعله يختفي، فلا أحد يمكنه أن ينكر أن الواقع اليومي للاحتلال يثير الغضب واليأس، وهما أهم عاملين من العوامل الدافعة إلى العنف والتطرف ويقوضان أي أمل في إيجاد حل قائم على دولتين عن طريق التفاوض".
وحذر بان "ما برحت المستوطنات الإسرائيلية تتسع، فقد وافقت الحكومة مؤخرا على خطط لبناء أكثر من 150 منزلا جديدا في مستوطنات غير قانونية في الضفة الغربية المحتلة، وفي الشهر الماضي، أعلن عن مصادرة 370 فدانا من أراضي الضفة الغربية، وهو وضع يفضي عادة إلى استغلال حصري للمستوطنين الإسرائيليين".
وأضاف "في الوقت نفسه فان الآلاف من منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية مهددة بخطر الهدم بسبب عوائق قد تكون قانونية على الورق ولكنها تمييزية في الممارسة العملية: إن الفلسطينيين - لا سيما الشباب منهم، يفقدون الأمل بسبب ما يبدو أنه احتلال قاس ومهين ولا ينتهي".
عن القدس دوت كوم