المصدر / وكالات - هيا
الجزيرة نت-طهران
وصفت زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى اليابان بأنها "مبادرة وطنية لكسر الحصار" عن بلاده، وقد تجدد معها الحديث عن إحياء الوساطة اليابانية بين واشنطن وطهران.
وقال دبلوماسي إيراني سابق -فضل عدم كشف هويته- في حديث للجزيرة نت إن طهران ردت على المبادرة اليابانية لتخفيف العقوبات الأميركية على إيران بمقترح مكتمل يتمثل في تعهدها بعدم عسكرة برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات بشكل كامل.
وجاءت زيارة روحاني إلى طوكيو في 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري تتويجا لمؤشرات إيجابية طرأت على العلاقات المتوترة أصلا بين إيران وأميركا، تمثلت في تبادلهما السجناء وحديث خاطف بين المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت ونظيرها الإيراني عباس تخت روانجي في أروقة المنظمة.
وأفرجت طهران في السابع من الشهر الجاري عن المواطن الأميركي شي يو وانغ الذي كان مسجونا في إيران منذ عام 2016 بتهمة التجسس، في حين أفرجت الإدارة الأميركية في المقابل عن عالم الأحياء الإيراني مسعود سليماني الذي اعتقل عام 2018 بتهمة "محاولة نقل مواد كيميائية بصورة مخالفة للقانون" إلى إيران.
وكشف الرئيس روحاني فور عودته من طوكيو عن تلقيه مقترحا يابانيا جديدا لكسر الحظر الأميركي المفروض على بلاده، دون الخوض في تفاصيله، لكنه أعلن في تغريدة على تويتر أن إيران ترحب بكل مقترح من شأنه زيادة المبادلات التجارية ولا سيما صادرات النفط.
من جانبه، أكد الدبلوماسي الإيراني السابق -الذي تحدث للجزيرة نت- انطلاق قطار الوساطات بين إيران وأميركا من جديد، لكنه استبعد أن ترتقي إلى مرحلة التفاوض المباشر خلال فترة قصيرة.
وأشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يخوض حالة حرب شعواء مع الديمقراطيين، موضحا أنه لن يألو جهدا في سبيل تسجيل إنجاز في الملف الإيراني، خاصة بعد فشله في حلحلة الملف الكوري الشمالي، الأمر الذي دفعه إلى تقديم مقترح بشأن النووي الإيراني عبر اليابان.
وتحدث الدبلوماسي السابق عن تبادل اقتراحات بين طوكيو وطهران بغية خفض التوتر بين الأخيرة وواشنطن خلال زيارة الرئيس روحاني إلى اليابان، وقال إن الجانب الإيراني أبلغ المضيف الياباني بأنه لا مانع لديه للتراجع عن خطوات تقليص التزاماته في الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية عام 2015 إذا رفعت جميع العقوبات الأميركية.
وأوضح أن طهران ردت على المبادرة اليابانية لتخفيف العقوبات الأميركية على بيع النفط الإيراني وصادراته بمبادرة مكتملة تتمثل في تعهد إيران بعدم توجه برنامجها النووي نحو البعد العسكري.
وقرأ الدبلوماسي الإيراني السابق المكالمة الهاتفية لرئيس وزراء اليابان شينزو آبي مع ترامب بعيد عودة روحاني إلى طهران في سياق التنسيق بينهما فيما يخص المبادرة التي نقلت إلى الجانب الإيراني، وشدد على عزم طهران دراسة المقترح الياباني في المجلس الأعلى للأمن القومي إذا تأكدت من جدية واشنطن في تنفيذ تعهداتها وحصلت على ضمانات يابانية.
وختم بأن إيران ستتعاطى إيجابيا مع المقترح الياباني بما يتناسب مع مقدار العقوبات التي ترفعها واشنطن، وكفها عن "الإرهاب الاقتصادي" الذي لطالما مارسته ضد الشعب الإيراني، على حد تعبيره.
وفي السياق، أشار الباحث في مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية عباس أصلاني إلى أن الوساطات بين إيران وأميركا لم تتوقف يوما منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي في 8 مايو/أيار 2018، وقد أخذت بعض الدول الإقليمية والأوروبية هذه المهمة على عاتقها، لكن أيا منها لم يفلح بعد في حل العقدة بين طهران وواشنطن.
وأضاف أصلاني في حديثه للجزيرة نت أن الطرفين الياباني والفرنسي يسعيان بشكل متزامن لإنقاذ الاتفاق النووي، وتحدث عن حصول تقدم نسبي في سبيل إخراج الاتفاق النووي من الطريق المسدود، مستدركا أن ذلك لا يعني حل المشاكل العالقة بين طهران وواشنطن لغاية الآن.
ولدى إشارته إلى زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى مسقط هذا الأسبوع، بعد أقل من شهر على زيارة مماثلة لوزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي إلى طهران، قال أصلاني إن مسقط تقوم بدور متعدد الجوانب لخفض التوتر بين إيران ودول عربية إقليمية، منها السعودية، فضلا عن وساطاتها المستمرة بين واشنطن وطهران.
وأشار الأكاديمي الإيراني إلی أن بعض حاشية ترامب تحرضه على المضي قدما في سياسة "أقصى الضغوط" على طهران، خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها إيران عقب رفع الحكومة أسعار البنزين.
وختم أصلاني بأن رفع العقوبات الأميركية عن إيران وبيع النفط الإيراني وتسديد أثمانه إلى طهران كان في صلب مباحثات إيران مع الأطراف الأجنبية التي تطالبها بتنفيذ کامل الاتفاق النووي.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي وصف حسام الدين آشنا مستشار الرئيس الإيراني زيارة روحاني إلى اليابان بأنها "مبادرة وطنية لكسر الحصار عن الجمهورية الإسلامية".
المصدر : الجزيرة