المصدر / وكالات - هيا
يعقد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اجتماعين متعاقبين مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وخصمه رئيس كتلة "كاحول لافان"، بيني غانتس، اليوم الإثنين، ويتوقع أن ينشر تفاصيل من "صفقة القرن"، وهي الخطة لتسوية مزعومة للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، التي تعبر إسرائيل عن موافقتها عليها ويرفضها الفلسطينيون.
ونقلت وكالة رويترز عن برنامج نشره البيت الأبيض، أن ترامب سيلتقي أولا مع نتنياهو ولاحقا مع غانتس، اليوم، كما سيلتقي مع نتنياهو مرة أخرى، غدا، حيث يتوقع عقد مؤتمر صحافي مشترك.
وقبيل سفره إلى واشنطن، أمس، قال نتنياهو إنه "ذاهب إلى واشنطن لأقف إلى جانب رئيس أمريكي يقدم خطة أعتقد أنها تعزز أهم مصالحنا... سألتقي بالرئيس ترامب (الاثنين) والثلاثاء وسنصنع التاريخ معا".
ونقلت قناة "كان" التلفزيونية الإسرائيلية الحكومية عن غانتس، الذي عبر عن تأييده للخطة، قوله إن "صفقة القرن" لن تطرح للنقاش في الكنيست قبل الثاني من آذار/مارس المقبل، وهو اليوم الذي ستجري فيه انتخابات الكنيست.
وأفادت صحيفة "هآرتس"، اليوم، بأن غانتس ومستشاريه أجروا اتصالات مع السفارة الأميركية في إسرائيل، وخاصة السفير الأميركي ديفيد فريدمان، بشأن زيارته إلى واشنطن ولقاء ترامب، ومن خلال إقصاء عن هذه الاتصالات السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون ديرمر، الذي يعتبر أكثر المقربين من نتنياهو.
"القضية الفلسطينية في مقدمة المسرح"
واعتبر رئيس "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب (ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق)، عاموس يدلين، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، أن "هذه الخطة الأفضل التي طُرحت على الطاولة من جانب جهة دولية، وخاصة مقارنة بما طرحته إدارات كلينتون وبوش وأوباما".
وأضاف يدلين أنه "يتوقع أن تستجيب خطة ترامب لأربع من قضايا الحل الدائم، وهي الحدود والقدس واللاجئين والأمن"، زاعما أنها "ستؤكد الحفاظ على إسرائيل كدولة يهودية، ديمقراطية وآمنة، بالمقاييس المقبولة على أغلبية الإسرائيليين".
وتابع أنه "توجد هنا مقولة واضحة: على الاتفاق أن يأخذ بالحسبان حقائق وُضعت على الأرض منذ العام 1967 (الاحتلال والاستيطان). وخلال ذلك، تمرير رسالة واضحة للجانب الفلسطيني بشأن الثمن الذي يتحمله رفضهم التاريخي وأن الزمن لا يلعب لمصلحتهم".
وأكد يدلين على أن "الخطة لن تقود إلى سلام... والخطة تفترض دعما عربيا لهذه الخطوة دون علاقة بقبولها بشكل مطلق من جانب الفلسطينيين. (لكن) حتى الآن لا يوجد مؤشر على صحة هذا الافتراض من جانب الرياض والقاهرة، وبشكل مقلق أكثر من جانب عَمان".
وحسب يدلين، فإنه على الرغم من الرفض الفلسطيني والصمت العربي والتنديد الأوروبي، إلا أن "الأمر الصائب بالنسبة لإسرائيل هو تبني الخطة من جانب الحزبين الأكبرين. وفي المرحلة الثانية، ومع العلم بعدم وجود اتفاق في الأفق، يطرح السؤال ماذا بعد؟".
وأضاف أنه "من الواضح أن استمرار الستاتيكو سيقود إلى دولة واحدة، وبالضرورة لن تكون يهودية أو ليست ديمقراطية. واليمين، حسب خطابه على الأقل، سيحاول استخدام رافعة الرفض الفلسطيني من أجل ضم الأغوار ومناطق C. وهذه خطوة خطيرة، ومن شأنها أن تؤدي إلى انهيار اتفاقيتي السلام مع الأردن ومصر، وإنهاء فترة الهدوء في الضفة الغربية، وتصعيد في قطاع غزة، وأن تقود إسرائيل إلى مواجهة سياسية مع المجتمع الدولي".
وشدد يدلين أن "علينا أن ندرك أن جلب القضية الفلسطينية إلى مقدمة المسرح ليست مصلحة إسرائيلية. وبعد نشر الخطة، ينبغي الاستعداد في الحلبة الفلسطينية لإمكانية حدوث مواجهات وأعمال شغب ذات طابع مختلف عن الماضي، ولاحتمال مرتفع لمواجهة في الضفة والقطاع معا. وإلى جانب ذلك، يجب أن يتركز اهتمام إسرائيل على استمرار التركيز على التهديدات المركزية ضدها، ومصدرها في إيران: البرنامج النووي، التموضع الإيراني في سورية ومشروع دقة الصواريخ في لبنان. وهذا هو الموضوع الأكثر إلحاحا والأهم في الأجندة السياسية – الأمنية الإسرائيلية".
واقترح يدلين "استخدام الرفض الفلسطيني في الأمد البعيد كرافعة لخطوة ترسم واقعا جديدا، بموجب خطة معهد أبحاث الأمن القومي، التي تقضي بالأساس بتنفيذ خطوة مستقلة ومنسقة مع الولايات المتحدة والدول العربية ذات العلاقة من أجل الحفاظ على إمكانية واقع الدولتين. وفي موازاة ذلك، محاولة جلب الفلسطينيين والتنسيق معهم بقدر الإمكان، ولكن مقابل سحب حق الفيتو منهم النابع من رفضهم العنيد، حول مستقبل إسرائيل، وبلورة الظروف الجغرافية والديمغرافية والأمنية التي تحافظ على إسرائيل يهودية، ديمقراطية، آمنة وأخلاقية".
وخلص يدلين إلى اعتبار أن "خطة ترامب هي فرصة تاريخية تشكل رافعة بالنسبة لإسرائيل لإقرار كيف ستبدو في المستقبل وفقا للشروط والمعايير المطلوبة لها. وإذا تمكنا من الحفاظ على خيار لاتفاق يقود إلى دولتين (وفقا للمقاييس الإسرائيلية)، فسنخرج رابحين منه".