المصدر / وكالات - هيا
أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الجانبين الروسي والتركي أكدا -عقب مشاوراتهما في موسكو- التزامهما بالاتفاقيات الحالية بشأن سوريا ومواصلة مكافحة الإرهاب، بينما قالت الرئاسة التركية إن المحادثات لم يصدر عنها اتفاق مرض.
وقالت الخارجية الروسية في بيان إنه جرى مواصلة البحث المفصل للوضع على الأرض في سوريا، مع التركيز على منطقة خفض التصعيد في إدلب، مشيرة إلى أن الجانبين أكدا الالتزام بالاتفاقيات الحالية التي تنص على تدابير للحد من التوترات وتخفيف الوضع الإنساني مع الاستمرار في مكافحة الإرهاب.
وأشار البيان إلى أن المحادثات أكدت أن تحقيق الأمن والاستقرار على المدى الطويل في إدلب وأجزاء أخرى من سوريا، أمر ممكن فقط على أساس الالتزام بسيادة البلاد واستقلالها ووحدة أراضيها.
في المقابل، أكّد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن أن تغيير نقاط المراقبة العسكرية التركية في إدلب غير وارد، وأن هذه النقاط ستعزز بمزيد من القوات، مؤكدا أن المحادثات في موسكو لم يصدر عنها اتفاق مرض.
وقال قالن في مؤتمر صحفي بالعاصمة التركية أنقرة إن الوثائق والخرائط التي قدمت لنا في موسكو كانت قريبة جدا مما قدم لنا في محادثاتنا الأسبوع الماضي في أنقرة، وهو ما رفضناه وقتها، مؤكدا أن المباحثات ستستمر وأن هذه الأمور لا يتم حلها إلا بالمباحثات.
وأضاف أن تركيا ستواصل إرسال التعزيزات والتحصينات العسكرية إلى المنطقة، بهدف حماية إدلب والمدنيين فيها، مشددا على أن الجيش التركي سيرد بأشد الطرق في حال تعرض عناصره في إدلب لأي هجوم.
وبشأن موقف حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أكد قالن أن تقديم الحلف الشكر لتركيا جراء موقفها من إدلب أمر غير كاف، "إذ إن قضية إدلب لا تخص تركيا وحدها"، وشدد على أن تركيا ليست لديها أية أطماع سياسية أو أطماع في الأراضي والنفط في سوريا.
قلق أممي
وفي السياق الإنساني، قال مسؤولون في الأمم المتحدة إن الضربات الجوية التي تنفذها قوات النظام السوري تصيب مستشفيات ومخيمات للنازحين في شمال غرب البلاد، وإن ثلاثمئة مدني قتلوا مع تقدم القوات في الهجوم على آخر معقل للمعارضة المسلحة.
وأضافوا أن حجم الأزمة الإنسانية أصبح يفوق طاقة وكالات الإغاثة، مع فرار ما يقرب من مليون مدني -أغلبهم نساء وأطفال- صوب الحدود التركية في ظل أحوال جوية شتوية بالغة القسوة.
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء عن قلقه البالغ إزاء التدهور السريع للأوضاع الإنسانية في إدلب، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار هناك.
وقال غوتيريش في بيانه إن الهجوم المستمر أدى لنزوح ما يقرب من تسعمئة ألف من المدنيين منذ مطلع ديسمبر/كانون الثاني الماضي.
ميدانيا، قُتل ثلاثة مدنيين وأُصيب تسعة آخرون على الأقل إثر قصف للمقاتلات الروسية على مناطق خفض التصعيد بإدلب، وشنّت الطائرات الروسية مساء الثلاثاء غارات على بلدة ترمانين بإدلب، وقضاء دارة عزة في ريف حلب.
كما قال شهود إن الطائرات السورية والروسية واصلت غاراتها على بلدة دارة عزة في محافظة حلب الثلاثاء، وقال شهود في مستشفى الكنانة إن الجدران انهارت من الانفجارات فيما تناثرت المعدات والإمدادات الطبية التي غطاها التراب في أنحاء المنشأة.
وفي مايو/أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق لمنطقة خفض التصعيد في إدلب، في إطار اجتماعات أستانا المتعلقة بالشأن السوري.
ورغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب -وآخرها في يناير/كانون الثاني الماضي- فإن قوات النظام وداعميه تواصل شن هجماتها على المنطقة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 1800 مدني منذ 17 سبتمبر/أيلول 2018.