المصدر / وكالات - هيا
لم يخطر في بال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يمثل أمام المحكمة المركزية الأحد بتهم تتعلق بالفساد، أن صديقه أفيخاي مندلبليت الذي عينه مدعيا عاما هو نفسه من سيضعه في قفص الاتهام.
واختار نتانياهو أفيخاي مندلبليت (56 عاماً) قصير القامة وصاحب النفوذ كمدع عام في إسرائيل، لكن الأخير خلص في السنة الماضية إلى أن الأدلة ضد رئيس الوزراء الأطول مدة في موقعه كانت كافية لتوجيه الاتهام إليه بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
وبذلك أصبح أول مدعٍ عام في تاريخ إسرائيل يتهم رئيس الوزراء الذي يعمل بإشرافه، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
ورغم أن حضوره أولى جلسات المحاكمة غير متوقع، ظل مثول نتنياهو موضع نقاش ساخن في الأيام الأخيرة.
"عجائب نتنياهو".. رئيسا للحكومة صباحا ومتهم مساء
ويُعرف أفيخاي مندلبليت الذي نشأ في عائلة يمينية برصانته وقوة نفوذه.
وكان مقربا من نتنياهو الذي عينه في منصب سكرتير الحكومة عام 2015 ثم نائبا عاما في فبراير/ شباط عام 2016.
ويقضي مندلبليت دوره بتمثيل الحكومة في جميع القضايا القانونية والعمل إلى جانب رئيس الوزراء.
ولد مندلبليت عام 1963 في تل أبيب في عائلة صهيونية حاربت مع منظمة الأرغون قبل قيام إسرائيل.
وأصبح متدينا عندما كان عمره 26 عاما ولديه ستة أبناء.
درس القانون في تل أبيب وحصل على شهادة الدكتوراه، كما خدمَ مدة طويلة محاميا لدى الجيش الإسرائيلي، وأصبح المحامي العسكري العام بين العامين 2004 و2011 ووصل إلى رتبة جنرال في الجيش.
"صلاح الدين" يطارد نتنياهو في القدس
وتعرض لانتقادات اليمين لإجرائه تحقيقات بحق جنود إسرائيليين يشتبه بانهم ارتكبوا انتهاكات خلال حرب خلال عامي 2008- 2009 في غزة.
وبعد مغادرته صفوف الجيش عام 2014، ورد اسمه في قضية هرباز المزعومة، واقترن باسم ضابط أدين بتقديم وثائق مزورة للتأثير على تعيين رئيس أركان الجيش، لكن التهم بحقه أسقطت لاحقا.
القرار الصعب
وبعد فترة وجيزة من توليه منصب المدعي العام، أوصت الشرطة الإسرائيلية بتوجيه اتهامات إلى نتانياهو في 3 ملفات، أخطرها الملف (4000)، ومحوره محاولته الحصول على تغطية إيجابية على الموقع الإلكتروني "والا"، واتهم في ضوء ذلك بخيانة الأمانة والخداع.
وكان على مندلبليت أن يتخذ القرار الصعب لجهة اتهام "رئيسه" أم لا. وعندما أعلن قراره في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 ، بدا متأثرا وهو يتلو لائحة الاتهام ضد نتنياهو.
يومها، قال مندلبليت صاحب الوجه المستدير واللحية الرمادية بانفعال وقد أحمر وجهه: "إنه يوم حزين وصعب للإسرائيليين ويوم حزين لي شخصياً".
أفيخاي مندلبليت
وأضاف: "قررت بقلب مثقل ولكن بكل إخلاص أن سلطة القانون وتطبيقه لا تعرف اليمين أو اليسار، وهذا التزامي تجاه إسرائيل".
وبتوجيهه لائحة الاتهام، قد يكون مسؤولاً عن إسقاط نتنياهو وإنهاء عهده السياسي الأطول كرئيس لوزراء الاحتلال.
وقبل أن يتخذ الخطوة الصعبة، منح نتنياهو الحق بجلسة استماع أعطاه خلالها فرصة للدفاع عن نفسه.
عرف مؤيدو نتنياهو اليمينيون منذ فترة طويلة بخطابهم المثير للانقسام وهاجموا ماندلبليت بشكل متزايد.
وقدم الأخير شكوى للشرطة الإسرائيلية قائلا إنه "يتعرض للتهديد هو وعائلته بشكل ممنهج".
وصفه الوزير في حكومة نتنياهو ديفيد أميسالم بأنه "المدعي الآثم"، وتعرضت مقبرة عائلته للتدنيس بعد اتهام رئيس الوزراء.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الجمعة "إن ما يتعرض له ماندلبليت من هجمات شديدة هو بمثابة رسالة إلى نائبة المدعي العام ليات بن آري، وإلى المحامين الذين يعملون تحت إشرافها وإلى هيئة القضاة".
ويوصف مندلبليت بأنه شخصية غامضة، وخصوصا أنه قليل الكلام ويرفض التحدث للصحفيين.
لم يهاجمه نتنياهو شخصيا، وقال عنه إنه من "لحم ودم ويتعرض لضغوط" من حوله.
ودفعته القضية إلى دائرة الضوء وجعلته أحد أهم صانعي القرار في إسرائيل، لكنه لا يزال لغزا بالنسبة لكثير من المعلقين الذين يحاولون تحديد توجهاته السياسية.
وكانت النيابة العامة الإسرائيلية رفضت في وقت سابق طلب نتنياهو عدم الحضور شخصيا إلى قاعة المحكمة.
وبقرار المحكمة المركزية الإسرائيلية، تكون قد تبنت موقف النيابة العامة والمستشار القانوني للحكومة أفيخاي ماندلبليت بإلزام نتنياهو حضور جلسة المحاكمة.
غرفة الأخبار