المصدر / وكالات

يواجه الطيارون الإسرائيليون الذين اعتادوا لغاية الآن التحليق فوق الأجواء اللبنانية بدون عوائق، يواجهون في الأشهر الأخيرة في المجال الجوي اللبناني ما يزعج تحليقهم وهو تحد من نوع جديد من عناصر حزب الله.

ووفقا لمصادر أمنية اسرائيلية، فمنذ بدأ الروس نشاطهم العسكري في سوريا، بما في ذلك إنشاء معسكرات للجيش، أخذ عناصر حزب الله "ضبط" رادارات وبطاريات الدفاعات الجوية المنتشرة في لبنان على الطائرات الاسرائيلية.

"صواريخ حزب الله"

ان التكنولوجيا الجديدة التي استحوذ عليها حزب الله رفعت من مستوى قدراته. والرادارات التي بحوزة حزب الله يمكن رصد طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، واقفال الرادار على طائرة يعني بلغة الجيش الاعداد لإطلاق صاروخ باتجاه الطائرة التي تم رصدها واقفال الرادار عليها. ومع ذلك، فإن المقاتلات من سلاح الجو الإسرائيلي وفق ما تقول مصادر عسكرية مختصة، مزودة بتجهيزات متطورة صنعت في اسرائيل، وتسمح للطيار بأن يتبين إذا كان الرادار المعادي مقفلا على طائرته وبأي مستوى. وفي مثل هذه الحالات، فإن الطيار يفضل تغيير مسار تحليقه، خصوصا عندما يكون الغرض من التحليق هو جمع المعلومات الاستخبارية.

ويعتقد المسؤولون العسكريون الإسرائيليون ان تحركات حزب الله الأخيرة نابعة عن التقارب الوثيق بين حزب الله والقوات الروسية على الساحة السورية، وذلك اثناء القتال في سوريا جنبا الى جنب ضد "الدولة الإسلامية" "داعش". "ان التنسيق القائم الآن بين حزب الله وسورويا وروسيا غير كثيرا من قواعد اللعبة في المنطقة"، وفق ما قال مصدر في الجيش الاسرائيلي.

تمكن حزب الله ابان حرب لبنان الثانية في عام 2006، من إصابة طائرة اسرائيلية واحدة فقط، فقد أصاب بصاروخ مضاد للدبابات مروحية من طراز "يسعور"، رغم انه كان بحوزة حزب الله منظومات أسلحة مضادة للطائرات في ذلك الوقت، غير ان مستوى سلاح حزب الله مقابل مستوى تسليح الجيش الإسرائيلي لم يدع إمكانية لحزب الله بالتعرض لسلاح الجو الإسرائيلي. ولكن بعد الحرب مباشرة، بدأ حزب الله بتسريع عملية استيعاب الأنظمة المتطورة من أسلحة الدفاع الجوي التي تصله من إيران وسوريا.

وقصف سلاح الجو الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، وفقا لتقارير أجنبية، عدة قوافل أسلحة كانت في طريقها من سوريا إلى لبنان، ودمرت أنظمة الدفاع الجوي المحمولة التي كانت في طريقها الى حزب الله. وقد تطرق زعيم حزب الله، حسن نصر الله، علنا هذا الامر وهدد اسرائيل. من ناحيته، حذر وزير الامن الإسرائيلي موشيه يعلون، خلال العامين الماضيين في خطاباته من أن هناك خطوط حمراء لن تسمح إسرائيل بتخطيها ومنها تسرب الأسلحة من سوريا إلى لبنان.

ومع ذلك، تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي الى أن حزب الله تمكن من تهريب أنظمة للدفاع الجوي. من هذه الأنظمة ما هو قديم للغاية مثل SA-5، التي اشترتها سوريا بعد حرب لبنان الثانية. والحديث يدور عن صارخ ارض جو مثبت متوسط الى بعيد المدى من صنع روسي، قادر طائرات اعتراض طائرات النقل والدوريات الجوية وطائرات التجسس ولكنه عاجز عن اسقاط مقاتلات. ومع هذا يبقى هذا الصاروخ عائقا جديا امام العديد من أنواع الطائرات التي كانت تحلق بأريحية حتى وقت قريب.