المصدر / وكالات
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن الوضع الفوضوي في ليبيا ممتد ومستمر، مضيفا "أينما وُجد التطرف واستوطن دون مقاومته بشكل فعال ازداد الوضع سوءا".
وجاءت هذه التصريحات في حوار خاص أجراه السيسي مع مجلة "جون أفريك" الفرنسية. وقد تصدرت صورته غلاف العدد الصادر في 14 فبراير/شباط، بعنوان "مصير العالم يدور في مصر".
وحول الشأن الليبي، تساءل الرئيس: لماذا نلجأ لحلف الناتو دون اللجوء لكل الحلول الداخلية في ليبيا؟ وهل سيساعد الجيش الليبي في ذلك؟ وهل يمكن رفع الحظر عن الأسلحة في ليبيا حتى يتمكن الجيش من امتلاك الوسائل لفرض سلطات الدولة؟ وأجاب عن الأسئلة التي طرحها بنفسه بالنفي.
وأضاف السيسي أنه أكد منذ عامين على أهمية مساعدة الجيش الليبي.
وردا على تدخل مصر عسكريا في ليبيا ضد تنظيم "داعش"، قال الرئيس المصري إن مصر فعلت ما يجب فعله لمنع المقاتلين المتطرفين، من سوريا والعراق، دخول ليبيا، مشددا على ضرورة الوصول إلى حلول لتجفيف منابع تمويل الإرهاب ودعمه، مبينا، في الوقت نفسه، أن تصويت مجلس الأمن على قرار فيما يخص ذلك سيحسن الوضع.
وأشار إلى أنّه لا يمكن التدخل عسكريا في ليبيا طالما لم يتم فحص كل الحلول الممكنة، مؤكدا في السياق أن الحكومة الشرعية هي تلك الموجودة في طبرق، وأن الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر.
وأشار السيسي إلى أن حلف الناتو، وبعد تدخله في ليبيا وإسقاط نظام القذافي، ترك الشعب الليبي وحيدا، رهينة للعصابات المسلحة والمتطرفين، مبيّنا أنه كان من الأجدر استرداد مؤسسات الدولة ودعم الجيش.
www.jeuneafrique.com
عبد الفتاح السيسي على غلاف مجلة جون أفريك
وحول التهديدات الإرهابية في المنطقة، قال السيسي إن لديه قلقا كبيرا، وإن الرئيس الفرنسي والأوروبيين متفقون معه على أن هذا الخطر من دون فعل سيمتد دون شك، مؤكدا أنه يمتد فعليا.
وتابع أن هناك تحالفا دوليا تشارك فيه مصر لمقاومة الإرهاب في العراق وسوريا، ولكن النتائج لم تكن على المستوى، وأن التعامل يتم حالة بحالة، وضربة وضربة، وهذا ليس كافيا.
وأضاف أن الإرهاب يستهدف الجميع، مشيرا إلى ضرورة الاتحاد لمواجهة ذلك الخطر، وأن الرد لابد أن يكون أمنيا، كما يجب أن يتضمن الحل العمل على التنمية والتعليم والخطاب الديني.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أكد السيسي على موقف مصر الثابت الداعي إلى الحل السلمي للنزاع والحفاظ على سلامة الأراضي السورية والتحذير من انهيار مؤسسات الدولة، مضيفا أن إعادة بناء سوريا عملية تتطلب مئات مليارات الدولارات، مشددا على أنه يجب عدم ترك الجماعات المسلحة تسيطر على سوريا وتهدد المنطقة بأكملها.
وتابع الرئيس المصري، قائلا:" لقد أهملنا هذه الأزمة لفترة طويلة والآن تعقّد الوضع بشدة، وهنا أيضا أقول أنه لو كنّا قد أوجدنا حلا منذ عامين لم نكن لنصل إلى الوضع الحالي".
وعما إذا كان من الممكن التحاور مع تركيا على الرغم من انتقادها لمصر، قال إن مصر ترفض دائما التدخل في شؤون غيرها، وإن كنا لا نتفق مع التوجهات التركية فإن مصر لم تصدر أي تصريحات عدوانية تجاهها.
وفي سؤال عن احتمال أن يقوم الرئيس السيسي بتعديل الدستور للبقاء أكثر من ولايتين على رأس السلطة، على غرار قادة أفارقة آخرين، لفت السيسي إلى أن مصر شهدت تغيرا، وأن الشعب المصري لن يقبل أن يبقى شخص لا يريده.