المصدر / وكالات - هيا
يواصل الجيش اللبناني عمليات البحث والإنقاذ في مكان الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت الثلاثاء الماضي، في حين تستعد فرنسا والأمم المتحدة اليوم لعقد مؤتمر دولي لدعم لبنان.
وكشف قائد غرفة العمليات بوزارة الدفاع اللبنانية العميد جان نهرا أمس السبت، أن فريق الإنقاذ التركي يتولى العمل في البقعة الأقرب لموقع الانفجار، الذي يعد الأكثر تضررا، وأن عملية البحث عن مفقودين لا تزال مستمرة.
وشرح نهرا للإعلاميين بعد جولة بحرية حول مكان الانفجار، كيفية التفتيش عن جثث القتلى بمشاركة فرق الدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني والهيئة العليا للإغاثة.
وقال إن الإهراءات (الصوامع) الموجودة في الجهة الجنوبية امتصت جزءا كبيرا من الانفجار، ولولا وجودها لدمرت منطقة بيروت بشكل أكبر ومخيف، مشيرا إلى وجود مفقودين حتى الساعة، وأن جميع العناصر كانت تعمل بشكل حرفي.
وخلف انفجار مرفأ بيروت الثلاثاء 158 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح وعشرات المفقودين تحت الأنقاض، وفق أرقام رسمية غير نهائية.
وأعلنت السفارة السورية في لبنان أن 43 سوريا من بين قتلى التفجير المدمر الذي ضرب الثلاثاء الماضي مرفأ بيروت، وقالت السفارة في بيان لها السبت إن حصيلة الضحايا السوريين لست نهائية، ولم توضح ما إذا كان هؤلاء ضمن الحصيلة الإجمالية.
من جهة أخرى، قالت الخارجية الهولندية إن زوجة السفير في لبنان توفيت اليوم السبت متأثرة بجراح خطيرة أصيبت بها جراء انفجار مئات الأطنان من مادة نترات الأمونيوم.
وحتى الآن، أعلن عن مقتل أسترالي ومصري، وأن من بين المصابين فرنسيون وعناصر من القوة الأممية بعضهم من بنغلاديش.
مؤتمر المانحين
في غضون ذلك قال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه سيستضيف اليوم مؤتمرا للمانحين من أجل لبنان عبر دائرة تلفزيونية، وسيسعى المؤتمر، الذي ستشارك الأمم المتحدة في رعايته، للحصول على تعهدات بمساعدات من مشاركين منهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن المتوقع أن يقرر المؤتمر كيفية توزيع المساعدات ليستفيد منها الشعب اللبناني.
من جهتها نقلت الرئاسة اللبنانية عن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تأكيده مشاركته في المؤتمر، وأضاف جونسون في اتصال هاتفي مع الرئيس اللبناني أن بريطانيا ستعمل مع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا على إعادة إعمار المنشآت التي تضررت بسبب انفجار مرفأ بيروت.
يأتي ذلك بعد ما شهد وسط بيروت أمس مواجهات بين متظاهرين ناقمين على السلطة السياسية وقوى الأمن أدت إلى إصابة العشرات ومقتل أحد عناصر قوى الأمن، كما اقتحم المحتجون عددا من المقار الحكومية، من بينها وزارات الخارجية والاقتصاد والطاقة والبيئة، وكذلك مبنى جمعية المصارف اللبنانية.
وقال الصليب الأحمر اللبناني إن نحو 240 شخصا أصيبوا خلال المظاهرات احتجاجا على الانفجار الضخم الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي، في حين قالت السفارة الأميركية في بيروت إنها تدعم حق الشعب اللبناني في التظاهر السلمي، وتدعو الجميع للابتعاد عن العنف، وأشارت في تغريدة إلى أن الشعب اللبناني عانى كثيرا ويستحق أن يكون لديه قادة يستمعون إليه ويستجيبون لمطالبه بالشفافية والمحاسبة.
وكان رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب قال إنه سيقدم لمجلس الوزراء مشروع قانون لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة من أجل تجديد الطبقة السياسية، وأضاف دياب في مؤتمر صحفي أن اللبنانيين لن يرحموا من يقف في وجه إصلاح البلد.
ودعا دياب جميع الأطراف السياسية للاتفاق على ملامح المرحلة المقبلة من أجل تجاوز الأزمة الراهنة، مشددا على أن الوقت المتاح لذلك ليس طويلا، وأعلن أنه سيتحمل المسؤولية مدة شهرين لتحقيق ذلك.
من جهته قال رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل إن دعوة رئيس الوزراء حسان دياب لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة جاءت متأخرة، وإن مطلب تجديد الطبقة السياسية مطروح منذ فترة طويلة، وطالب الجميل باستقالة حكومة دياب وتشكيل حكومة مستقلة قادرة على تنظيم انتخابات نزيهة.
وتشهد بيروت حراكا دبلوماسيا مكثفا وزيارات لمسؤولين رفيعي المستوى، فقد أعلن أمس فؤاد أقطاي نائب الرئيس التركي أن بلاده على استعداد لإعادة بناء مرفأ بيروت من جديد، وذلك بعد لقائه الرئيس اللبناني، في حين طالب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بتحقيق مستقل للكشف عن ملابسات انفجار المرفأ، كما طالب بإصلاحات تلبي تطلعات اللبنانيين، وشدد على ضرورة الإصلاح المالي ومحاربة الفساد.