المصدر / وكالات - هيا
حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أي تدخلات خارجية في الشأن اللبناني، في وقت تتواصل الاتصالات بين القوى السياسية اللبنانية لبلورة تفاهم على شكل الحكومة الجديدة.
ودعا ماكرون -في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسن روحاني- كل الأطراف لتجنب التصعيد والتدخلات الخارجية، ودعم إنشاء حكومة لبنانية مهمتها تدبير الأزمة وتنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية.
ومن جانبه أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالا هاتفيا أمس الأربعاء مع نظيره الفرنسي، تباحثا خلاله مستجدات الوضع في لبنان.
وأفادت الرئاسة الروسية، في بيان، أن بوتين وماكرون استعرضا مستجدات الوضع في لبنان بعد الانفجار الذي هز العاصمة بيروت في 4 أغسطس/آب الجاري.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، خلال زيارة قام بها إلى مرفأ بيروت، إن القيام بتغييرات واسعة النطاق شرط لتقديم مساعدات طويلة المدى للبنان، وقال إن هذا البلد بحاجة حاليا لانطلاقة قوية وإصلاحات اقتصادية عميقة.
وسلم ماس الصليب الأحمر اللبناني شيكاً بقيمة مليون يورو، كجزء من المساعدات الفورية التي تعهدت بها برلين.
وتجري وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي زيارة إلى بيروت الخميس والجمعة لاستقبال حاملة المروحيات "تونير" المكلفة بتقديم المساعدة بعد انفجار بيروت، وفق ما أعلن مكتبها الأربعاء.
وكشف مكتب الوزيرة الفرنسية في بيان عن الهدف من هذه الزيارة بالقول "نحن هنا، الدعم مستمر، المساعدة المعلنة سلمت". وأضاف "أحد الأهداف هو إزالة الأنقاض من المرفأ لجعله قادرا على العمل مرة أخرى".
وستكون بارلي في استقبال حاملة المروحيات "تونير" التي ينتظر وصولها ليل الخميس الجمعة، كما ستلتقي الرئيس ميشال عون.
وأبحرت "تونير" الأحد من تولون الفرنسية (جنوب) وتحمل على متنها مجموعة هندسية من القوات البرية تتكون من نحو 350 عنصرا ومفرزة غواصين من البحرية للتثبت من عدم وجود حطام يصعّب الوصول إلى المرفأ.
من ناحية أخرى، تستمرُ الاتصالات بين القوى السياسية اللبنانية لبلورة تفاهم على شكل الحكومة الجديدة واسم رئيسها، وتُطرح مجموعة من الأسماء لترؤس هذه الحكومة، في وقت تراجع فيه الحديث عن مطلب إجراء انتخابات نيابية مبكرة.
وشدد المنسق الأممي الخاص في لبنان يان كوبيش على أهمية تجنب فترة طويلة من الفراغ الحكومي، وحث على الإسراع في تشكيل حكومة تلبي تطلعات الشعب وتحظى بدعمه.
وقال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إن هناك ضغطا دوليا هائلا يُمارس على السلطة اللبنانية من أجل تشكيل حكومة.
وأضاف جعجع -خلال مؤتمر صحفي- أنه يضع علامات استفهام كبيرة حول نجاح هذه الضغوط انطلاقا من تجارب سابقة مع السلطة، وفق تعبيره.
وعلى مستوى آخر، سيستمع القضاء اللبناني بدءا من يوم غد الجمعة إلى عدد من الوزراء السابقين والحاليين الذين وقع مرفأ بيروت ضمن مسؤولياتهم، لاستجوابهم بشأن قضية تخزين كميات هائلة من نترات الأمونيوم في المخزن رقم 12.
وسيستمع المحامي العام التمييزي القاضي غسان خوري إلى الوزراء الذين تعاقبوا على حقائب الأشغال والمال والعدل منذ عام 2014، وقد شملت تحقيقاته في ملف انفجار مرفأ بيروت الاستماع إلى ضباط وقادة مختلف الأجهزة الأمنية.