المصدر / وكالات - هيا
لم تمض سوى ساعات على المفاجأة التي فجّرها الجيش اللبناني، الخميس، بأنه عثر على مستوعبات تحتوي على كمية من مادة نيترات الأمونيوم خارج مرفأ العاصمة بيروت المنكوب أصلا بانفجار وقع أوائل آب/أغسطس الماضي مخلفاً 190 قتيلاً، حتى علم الرئيس اللبناني ميشال عون بمصيبة أخرى قد تحل بالمطار.
فقد أفادت المعلومات بأن عون تحرّك بعد وصول تقارير تؤكد وجود منشآت متهالكة في مطار رفيق الحريري الدولي مخصصة لتزويد الطائرات بالوقود، ما يعرض السلامة العامة للخطر، إضافة إلى هدر المال العام.
وفي ضوء المعطيات، طلب الرئيس اللبناني من وزير الأشغال العامة والنقل ميشال نجار اتخاذ الإجراءات الضرورية لإصلاح هذه المنشآت ورفع الضرر الذي يمكن أن تسببه.
كما وجه عون المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات بالتحقيق في ما ذكر عن وجود هدر للمال العام في المنشآت استنادا إلى رأي صادر عن ديوان المحاسبة في هذا الخصوص.
كذلك كلف الرئيس عون من يلزم بمتابعة هذا الموضوع في وزارتي الأشغال والعدل، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.
الأمونيوم مجدداً
يشار إلى أن الجيش اللبناني، كان أكد الخميس، في تغريدة نشرها على "تويتر"، العثور على مستوعبات تحتوي على كمية من مادة نيترات الأمونيوم، وقال "بناء على طلب من مفرزة جمارك مرفأ بيروت، قام فوج الهندسة في الجيش بالكشف على 4 مستوعبات في بورة الحجز التابعة للجمارك خارج المرفأ قرب المدخل رقم 9، فتبين أنها تحتوي على كمية من مادة نيترات الأمونيوم، يبلغ زنتها 4 أطنان و350 كلغ"، مشيراً إلى أن وحدات من فوج الهندسة تعمل على معالجتها.
بدوره، كشف المدير العام لإدارة واستثمار مرفأ بيروت باسم القيسي، أن هناك حاويات أخرى تحتوي على مواد قابلة للانفجار، وقال في مقابلة مع قناة محلية (أم تي في): "رفعنا كتباً إلى المعنيين وطلبنا من الجمارك إخراجها".
كما أضاف "نطلب من الجمارك تطبيق القانون وإجبار شركات الملاحة على إعادة شحن الحاويات".
إلى ذلك، أكد أنه سيرفع دعوى بحق مجهول يوم الاثنين في موضوع تلك الحاويات الخطرة.
25 موقوفاً و190 قتيلاً
يذكر أن عدد الموقوفين الإجمالي في قضية الانفجار المروع في بيروت ارتفع قبل يومين إلى 25 شخصاً، بعد توقيف أربعة مسؤولين عسكريين، الثلاثاء، وفق ما أفاد مصدر قضائي لوكالة فرانس برس.
وتسبب الانفجار الذي هز العاصمة اللبنانية في 4 آب/أغسطس بمقتل 190 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 6500 آخرين. ولا يزال سبعة أشخاص في عداد المفقودين، كما ألحق أضراراً جسيمة بعدد من أحياء العاصمة.
ولا يزال سبب وقوع الانفجار الذي سبقه اندلاع حريق في العنبر 12 غامضاً. ورجحت مصادر أمنية أن يكون قد نتج عن عمليات تلحيم فجوة في العنبر، حيث جرى تخزين كميات هائلة من نيترات الأمونيوم منذ ست سنوات، إلا أن مراقبين كثرا شككوا في صحة تلك الفرضية أو بأي رواية صادرة عن السلطات، المتهمة أساساً بالفساد والإهمال.