المصدر / وكالات - هيا
شنّ السيناتور الجمهوري تيد كروز هجوماً حاداً على الرئيس التنفيذي لشركة Twitter ، جاك دورسي ، خلال جلسة استماع مع عمالقة التكنولوجيا يوم الأربعاء، متهماً إياه ومنصته على وسائل التواصل الاجتماعي بفرض رقابة على التقارير التي تنتقد المرشح الرئاسي الديمقراطي، جو بايدن، أو تنعكس سلباً عليه، متسائلاً "من انتخبك؟!".
وأتت تلك الجلسة التي أقيمت عن بعد، إثر انتقادات واسعة وجهها جمهوريون خلال الأسابيع العديدة الماضية ضد إجراءات تويتر التي حاصرت مشاركة مقال نشرته صحيفة New York Post ، يكشف تفاصيل عن صفقات ابن بايدن، وفرضت رقابة على روابط الصحيفة حول هانتر ومعاملاته التجارية الخارجية.
وفي حين أوضح دورسي أن هذا الإجراء أتى تنفيذاً لسياسة الشركة المتعلقة بالمواد المخترقة، لأن التقارير التي نشرتها الصحيفة استندت إلى رسائل بريد إلكتروني مأخوذة من جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بهانتر بطريقة غير قانونية، أكد كروز أن مقالًا نُشر في صحيفة نيويورك تايمز حول الإقرارات الضريبية للرئيس دونالد ترمب لم يواجه نفس المعاملة، على الرغم من أن المواد تبدو مسربة أيضا بشكل غير قانوني.
إلى ذلك، وجه كروز سؤالاً لدورسي قائلاً: "من انتخبك بحق الجحيم وجعلك مسؤولاً عما يُسمح لوسائل الإعلام بنقله وما يُسمح للشعب الأميركي بسماعه، ولماذا تصر على التصرف كجماعة ديمقراطية داعمة تُسكِت الآراء التي تناقض معتقداتك السياسية؟".
تأثير على الانتخابات
في المقابل، أكد دورسي أن الأمر لم يكن كذلك. كما نفى أن يكون لدى تويتر القدرة على التأثير في الانتخابات، وهو ادعاء سخر منه كروز ووصفه بأنه "سخيف". وقال له: "أنت تشهد لهذه اللجنة الآن أن تويتر عندما يسكت الناس، ويراقبهم، وعندما يحجب الخطاب السياسي، ليس له أي تأثير على الانتخابات؟".
في حين رد دورسي موضحاً أن "أمام الناس خيار آخر، عبر استخدام قنوات الاتصال الأخرى". فأجاب كروز: إذا كنت لا تعتقد أن لديك القوة للتأثير على الانتخابات، فلماذا تمنع أي شيء؟".
بينما شدد رئيس تويتر على أن سياساته "تتأكد من أن كافة الأصوات على المنصة متاحة"، ويتم ذلك من خلال إسكات الإساءات والمضايقات.
إلا أنه اعترف بأن السياسة التي تم بموجبها فرض رقابة على قصة نيويورك بوست كانت معيبة، وأنه لا ينبغي منع المستخدمين الآخرين من مشاركة الروابط المؤدية إليها.
"جاك يكذب"
كما أكد أن المستخدمين الفرديين يمكنهم الآن مشاركة قصة نيويورك بوست، لكن السيناتور كشف بعد الجلسة بوقت قصير أن ذلك غير صحيح. وغرد قائلا "ما قاله جاك لمجلس الشيوخ، تحت القسم، غير صحيح. لقد حاولت للتو التغريد بقصة نيويورك بوست التي تزعم فساد بايدن ولا يزال محظورًا". وأضاف أن "الكذب تحت القسم أمام مجلس الشيوخ يعتبر جناية".
يشار إلى أن هذا الاشتباك بين الرجلين خلال جلسة استماع للجنة التجارة والعلوم والنقل في مجلس الشيوخ الأربعاء بشأن ما يُعرف بالمادة 230 من الحماية التي تمنع منصات التواصل الاجتماعي من أن تكون مسؤولة عن البيانات التي يتم الإدلاء بها من خلال خدماتها.
وظهر دورسي في تلك الجلسة جنبًا إلى جنب مع الرئيس التنفيذي لشركة Facebook مارك زوكربيرغ والرئيس التنفيذي لشركة غوغل Sundar Pichai.
وفي رده على المجلس حول رقابة وسائل التواصل، قال زوكربيرغ إن فيسبوك اعتمد في تنبيهاته على معلومات مكتب التحقيقات الفيدرالي والإنذارات التي قدمها عن تسريب معلومات قد تؤثر على الانتخابات، لكنه أقر بأن قصة نيويورك لا تقع تحت هذا القسم.
كما أوضح أن فيسبوك لم يفرض رقابة على قصة إيميلات نجل هانتر، لكنه طبق نظاماً للتحقق من الحقائق خلال تلك العملية.
وفي وقت لاحق من جلسة الاستماع، تحدى السيناتور رون جونسون، ادعاء دورسي بأن تويتر لا يؤثر على الانتخابات بسياساته أو أفعاله. كما هاجم قرار الشركة بفرض رقابة على تقارير نيويورك بوست، وكذلك قرار Facebook بوضع علامة عليها. وتساءل "هل لدى أي منكم أي دليل على أن قصة نيويورك بوست هي جزء من معلومات مضللة روسية أم أن هذه الرسائل الإلكترونية ليست أصلية؟".
فرد دورسي: "لا ". ثم كرر أنهم يعتقدون أنها انتهكت سياسة القرصنة الخاصة بهم، ليضيف جونسون بعدها أن رسائل البريد الإلكتروني لم يتم اختراقها.
يشار إلى أن المشرعين الذين يتطلعون إلى تجريد شركات مواقع التواصل من الحماية، يعتبرون أنه من خلال فرض رقابة انتقائية على المنشورات- بما يتجاوز شروط الخدمة المعتادة التي تحظر التصريحات المسيئة أو المضايقة - تتخذ شركات التكنولوجيا نهجًا نشطًا يشبه الناشر، بدلاً من مجرد توفير منصة، حيث يمكن للأفراد نشر أي بيانات يريدونها.