المصدر / القاهرة:غربة نيوز
قالت السلطات البلجيكية، إنها تنوي الاعتراف مرة أخرى بالمجتمعات الدينية المحلية وتخصيص دور عبادة لها، وهو الأمر الذي عرف تجميدا طوال السنوات الأربع الأخيرة، بعد قرار صدر عن لسيبت هومانز، وزيرة الشؤون الداخلية في المنطقة الفلمنكية، التي تشكل الجزء الأكبر من البلاد «شمال بلجيكا»، وهي وزيرة كانت تنتمي لحزب التحالف الفلاماني اليميني، الذي يناصر فكرة تقسيم البلاد، وتقدم مؤخرا بارت سومرز، الوزير المكلف بشئون المجتمع الفلمنكي، بمشروع مرسوم أولي، ينص على شروط جديدة للاعتراف بالمساجد وغيرها من دور العبادة المختلفة، التي تجمع أبناء المجتمعات الدينية المحلية. وفي مقدمة هذه الشروط حظر التمويل الأجنبي أو تدخل من جانب الدولة في هذا الملف وأعطت الحكومة الضوء الأخضر للمشروع الجديد على أن يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من سبتمبر العام المقبل.
وقال الوزير سومرز، إنه «خلال السنوات الأربع الأخيرة، لم يتم الاعتراف بالمجتمعات الدينية، ولم يتم معالجة الملفات، التي تقدم بها اتباع الطوائف الدينية للحصول على اعتراف من السلطات بالمباني والمنظمات التي يمارسون فيها طقوس عباداتهم»، واعترف الوزير بأن المجتمعات الدينية المحلية هي حليف قوي في مكافحة الفصل العنصري، واقترح وجود خدمة معلومات وفحص، لكي تراقب باستمرار مدى الالتزام بشروط الاعتراف بهذه المجتمعات، وسيكون هناك تبادل للمعلومات بين هذه الخدمة وبين الاجهزة الحكومية الاخرى المعنية، والسلطات المحلية.
ويعيش في بلجيكا قرابة المليون مسلم من جنسيات مختلفة، ويمارسون طقوسهم الدينية من خلال أكثر من 300 مسجد في أنحاء مختلفة من البلاد. ويتزايد أعداد أبناء الجالية المسلمة، في ظل توقعات بأن يصبح نصف سكان العاصمة بروكسل في افق 2050، من الغالبية المسلمة، وكان الفوج الأول من المهاجرين المسلمين، قد وصلوا في منتصف القرن الماضي كعمال، جاءوا ليشاركوا في إعادة بناء أوروبا بعد الدمار الذي لحق بها، جراء الحرب العالمية الثانية. وكانت البداية من خلال عمال، جاءوا من المغرب وتركيا، ثم لحق بهم زوجاتهم، وأصبح هناك أجيال متعاقبة منهم، وانضم إليهم بعد سنوات، مهاجرون من جنسيات أخرى أفريقية وعربية، وخاصة من العراق، وسوريا، ومصر، ولبنان، والسودان والصومال.