المصدر / وكالات - هيا
لطالما كانت العلاقة بين الإخوان وتركيا وإيران ومازالت قوية، فالتنسيق المشترك بينهم مازال فاعلاً ومؤثراً. وشهدت السنوات قبل العام 2010 اتصالات واجتماعات على الأراضي التركية بين الأطراف الثلاثة لتقاسم النفوذ في المنطقة.
في التفاصيل، رصدت الأجهزة الأمنية في مصر تعاون الإخوان مع إيران وتركيا قبل ثورة العام 2011، وكشفت عنه تحقيقات النيابة في القضية رقم 56458 لعام 2013 والقضية رقم 404 لعام 2009 والقضية رقم 248 لعام 2009.
لقاء دمشق
ووفق تحريات أجهزة الأمن المصرية عقد اجتماع في نوفمبر من العام 2010 وقبل اندلاع ثورة يناير من العام 2011 بشهرين بدمشق في سوريا شارك فيه علي أكبر ولاياتي، مستشار المرشد الإيراني، وعلي فيدوي أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني، وبحضور خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وقتها، تم خلاله الاتفاق على تولي عناصر من الحرس الثوري الإيراني تدريب العناصر التي سوف يتم الدفع بها من قطاع غزة إلى مصر، ورفع درجة الاستعداد القتالي بين صفوف عناصر حماس، استعداداً لدخول مصر ومساندة عناصر الإخوان في اضطرابات يناير التي كان يجري التخطيط لها، مع إسناد مهمة الدعم والتنفيذ على تسلل العناصر داخل سيناء إلى الفلسطيني أكرم العجوري عضو حماس لما له من علاقات مع بعض بدو سيناء.
لم يكن هذا التخطيط بعيداً عن تركيا التي كانت تجري على أراضيها أنشطة استخبارية أخرى ولقاءات لتفكيك النظام في مصر بمساعدة الإخوان، حيث رصدت أجهزة الأمن لقاءات بين عناصر إخوانية مع قيادات غربية على أراضي تركيا لبحث إنشاء حزب سياسي للجماعة في مصر على غرار حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا والجناح السياسي للجيش الجمهوري الأيرلندي، ووفق تحريات أجهزة الأمن فقد تم رصد سفر القيادي الإخواني، سعد عصمت الحسيني إلى تركيا برفقة مصطفى الطحان وأيمن علي سيد أحمد في العام 2009 لتوسيع دائرة الاستقطاب لصالح جماعة الإخوان في الجامعات والمدارس، بمصر والدول العربية، بالتعاون مع المخابرات التركية واستخدامهم في فعاليات الثورات والحشد لتظاهرات مليونية، كما تم رصد سفر سعد الحسيني في نفس العام إلى تركيا للمشاركة ممثلا عن إخوان مصر في اجتماع للتنظيم الدولي عقد في إسطنبول تم خلاله اتخاذ عدة قرارات تخص التنظيم في الجزائر والأوضاع بكردستان في العراق وقطاع غزة.
واستغل الحسيني تواجده في تركيا وعقد لقاء مع أحد القادة العسكريين لحركة حماس، ويكنى بأبي عمر وتم خلاله بحث مساندة الجماعة للحركة في القطاع مقابل دعم حماس للإخوان في التحركات التي كانت تجري على قدم وساق للوصول للحكم في مصر وإثارة اضطرابات وقلاقل، تمهيدا للإطاحة بالنظام وكانت كل تلك اللقاءات رغم إجرائها على أراضي تركيا تتم بعلم وبتنسيق مع إيران.
مؤتمر غزة
في مايو من نفس العام وهو 2009 رصدت أجهزة الأمن المصرية سفر القيادي الإخواني، محمد البلتاجي، إلى إسطنبول بتركيا، تحت زعم المشاركة في مؤتمر لنصرة غزة ، وعقد لقاء مع إبراهيم منير القيادي في التنظيم الدولي، وبحضور عدد من قيادات التنظيم الدولي وهم الباكستاني عبد الغفار عزيز والتونسي راشد الغنوشي والمغربي شكيب بن مخلوف واللبناني إبراهيم ناجي للتنسيق لأحدث الربيع العربي، وإسقاط الأنظمة الحاكمة في مصر وتونس، تمهيدا لوصول الجماعة للحكم فيهما، وفي نفس العام أيضا تم رصد سفر الإخواني حازم محمد فاروق إلى العاصمة اللبنانية بيروت للقاء مع شخص يدعى أبو هشام مسوؤل اللجان بحركة حماس لبحث كيفية تحرك عناصر الحركة إلى مصر لدعم الجماعة عند اندلاع ثورة يناير وإسقاط النظام الحاكم في مصر، وتم الاتفاق وقتها على التنسيق بين حماس وحزب الله وبمباركة من الحرس الثوري الإيراني على تدريب عناصر حماس الذين سيتسللون إلى مصر على القتال والاشتباك وتجهيز المفرقعات في معسكرات حزب الله بلبنان.
خالد مشعل وخامنئي
وفي الفترة من 15 إلى 17 يناير من العام 2010 رصدت أجهزة الأمن المصرية سفر متولي صلاح الدين عبد المقصود وحازم فاروق وحسين محمد إبراهيم ومحمد البلتاجي إبراهيم أبو عوف وأسامة سعد حسن جادو وهم من قيادات الإخوان إلى العاصمة اللبنانية بيروت، والتقوا هناك بالفلسطيني محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس الذي أكد لهم موقف إيران بضرورة إسقاط النظام الحاكم في مصر، كما التقوا بأحمد الحيلة المسؤول الإعلامي بالمكتب السياسي لحركة حماس وتم الاتفاق بينهم على التواصل المستمر لبحث كيفية الدعم الممكن، والذي يمكن أن تقدمه الحركة للجماعة عند اندلاع ثورة يناير.
اقتحام السجون
وفق تحقيقات النيابة المصرية في قضايا اقتحام السجون المصرية والتخابر مع حماس تبين أن جماعة الإخوان وبتعليمات صريحة ومباشرة من مرشد الجماعة، محمد بديع عبد المجيد سامي، وبتنسيق كامل مع إيران وتركيا قامت بالاستعانة بكتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس والحرس الثوري الإيراني بتدريب العناصر المتسللة لسيناء، وكان يتم إطلاع التنظيم الدولي للإخوان والرئيس التركي على تلك التفاصيل أولا بأول حتى تم نجاح المخطط وسقط النظام الحاكم في مصر ووصل الإخوان للحكم.
حسني مبارك
أما عن المعلومات التي أفادت قبل أيام قليلة بعودة تواصل الإخوان مع إيران مجددا، فقد أوضح أحمد البكري، الباحث في ملف الحركات الإسلامية ومؤلف كتاب "حلف الشيطان.. الإخوان وتحالفاتهم" أن الاخوان يبحثون دوما عن ملاذات آمنة وتحالفات قوية، يمكنهم من خلالها محاولة استعادة قوتهم، والتواجد وبدور كبير في المشهد القادم والعودة للحياة السياسية في مصر بعد 7 سنوات من الإطاحة بهم عقب ثورة يونيو من العام 2013 وتشتت قياداتهم ما بين السجون والهروب واللجوء للخارج.
وقال لـ العربية.نت" إن الجماعة ومنذ نشأتها ترتمي في أحضان عدد كبير من أجهزة المخابرات، وكل جهاز من هذه الأجهزة يستخدمها كورقة للحصول على مكاسب في المنطقة وفي بعض البلدان بينما تستفيد الجماعة من ذلك في استغلال تلك الدول للضغط والعودة للمشهد في مصر.