المصدر / وكالات - هيا
أطلق زعماء محليون في جنوب ليبيا، حملة تطالب باعتماد منطقة جنوب شرق البلاد إقليماً رابعاً، يضاف إلى الأقاليم التاريخية الثلاثة (طرابلس – برقة - فزّان)، تكون له الذمة المالية المستقلة والتمثيل السياسي في السلطة وفي مواقع القرار، ما يشكل تحديا جديدا للوحدة الهشة في ليبيا وعقبة أخرى أمام الحل السياسي.
ولهذا الغرض، أعلنت عدة قبائل من جنوب شرق البلاد تشكيل "اللجنة التأسيسية العليا لإقليم الجنوب الشرقي"، وطالبت باعتماد جنوب شرق ليبيا الذي يحتوي على الجزء الأكبر من ثروات النفط والماء والغاز "إقليماً رابعاً" أسوة بغرب وشرق وجنوب ليبيا.
فكرة قديمة
وتعليقا على هذا التحرك، قال النائب بالبرلمان الليبي عن منطقة الجنوب الشرقي، جبريل أوحيدة، في تصريح لـ"العربية.نت"إن فكرة تأسيس إقليم رابع في ليبيا، بدأ التخطيط لها منذ فترة طويلة وتجد دعما قويا من أبناء المنطقة بسبب عدة عوامل تتعلق أساسا بحرمانهم من التنمية والعدالة الاجتماعية، واعتبار المنطقة بمثابة حديقة خلفية لإقليم برقة، على الرغم من أن جنوب شرق ليبيا أكبر جغرافيا من المنطقة الغربية والشرقية، فضلا عن تجاهل تمثيلها في السلطة.
غنية بالنفط
يشار إلى أن منطقة جنوب شرق ليبيا تشمل مدينتي أجدابيا والكفرة التابعتين لإقليم برقة، وهي منطقة تنتج أكثر من 75% من إجمالي إنتاج النفط في البلاد، كما تضخّ ما يقدر بـ6 مليارات لتر من مياه الشرب لكامل ليبيا.
وتطالب اللجنة التأسيسية لإقليم الجنوب الشرقي بنقل إحدى المؤسسات النفطية ليكون مقرها في المنطقة، فضلا عن إشراكها في المفاوضات الدولية والمحلية التي من شأنها تقرير مصير الدولة الليبية، وتوظيف أبناء الجنوب الشرقي في مراكز صنع القرار، إضافة إلى تخصيص نسبة من عائدات البترول لتنمية المنطقة واعتماد المعبر البري مصر- الكفرة.
إلى ذلك، يشتكي أهل الجنوب، منذ إسقاط النظام السابق، من التهميش والإقصاء، وعدم وجود خدمات حكومية، وارتفاع الأسعار، وخصوصا المواد البترولية، إلى جانب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.
وتعكس تلك الدعوات رغبة لدى أبناء ومشايخ وقبائل جنوب شرق ليبيا، بالانفصال عن إقليم برقة وتأسيس جسم جديد، كما تعزّز مواقف داعمي الحل السياسي القائم على توزيع السلطة وتقسيم المناصب التنفيذية عبر منطق المحاصصة الإقليمية، والذي لا يزال تطبيقه يواجه عراقيل كثيرة بسبب خلافات على الوظائف القيادية.