المصدر / وكالات - هيا
قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير إن تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 20% يجعلها على المستوى التقني على بعد خطوة من مستوى التخصيب الضروري لصنع قنبلة نووية، فيما قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بقاء الاتفاق النووي مرهون بتراجع أميركا عن العقوبات المفروضة على بلاده.
وذكر تقرير وكالة الطاقة الذرية أن مخزون اليورانيوم المخصب لدى إيران أكثر بـ14 مرة من الحد المسموح به.
وأصدرت الوكالة تقريرا إضافيا يقول إن إيران لم تجب بعد عن أسئلة بشأن جزيئات اليورانيوم التي عثر عليها في موقعين تم تفتيشهما العام الماضي.
وقال مدير الوكالة رافائيل غروسي إن منع إيران دخول مفتشي الوكالة الدولية دون اتخاذ خطوات للرد على ذلك ستكون له تداعيات.
وأضاف غروسي -الذي زار طهران السبت الماضي- في تصريحات له أمام منظمة مبادرة التهديد النووي غير الربحية أن التعامل مع هذا الوضع سيمثل مشكلة للوكالة الدولية، خاصة في ما يتعلق بأنشطة التخصيب، والأنشطة الأخرى ذات الصلة في البرنامج النووي الإيراني.
وبدأت طهران أمس الثلاثاء تقليص عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد انقضاء المهلة التي حددها مجلس الشورى (البرلمان) لرفع العقوبات التي فرضتها واشنطن بعد انسحابها الأحادي من الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني منذ نحو 3 سنوات.
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، صرح مندوب طهران الدائم لدى الأمم المتحدة في فيينا كاظم غريب آبادي بأنه تم تعليق كافة التصاريح الممنوحة لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك في إطار "قانون خطة العمل الإستراتيجية من أجل رفع العقوبات" الذي وافق عليه البرلمان الإيراني في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأكد آبادي أن إيران -باستثناء تنفيذ "اتفاقية التفتيش الأمني"- لا تتحمل مسؤوليات أخرى، وأن التعليمات أعطيت بهذا الخصوص للمنشآت النووية في البلاد.
وأعلنت إيران بدء تعليق العمل بالبروتوكول الإضافي لاتفاق الضمانات ضمن الصفقة النووية اعتبارا من 23 فبراير/شباط الجاري، في إطار إجراءات الرد على انسحاب الولايات المتحدة منها، وما تعتبره طهران فشلا للأطراف الأوروبية في تعويض خسائر البلاد جراء العقوبات الأميركية.
تصريحات روحاني
وصرح الرئيس الإيراني اليوم الأربعاء بأن بقاء الاتفاق النووي مرهون بتراجع الولايات المتحدة عن العقوبات التي فرضتها على بلاده، والتي وصفها بالإرهاب الاقتصادي.
وأضاف روحاني خلال اجتماع للحكومة أن الحوار مع واشنطن ممكن لكن في إطار الاتفاق النووي وبشرط رفع العقوبات، وقال إن سياسة الضغوط القصوى التي اتبعتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب "كانت فاشلة".
ودعا الرئيس الإيراني إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تصحيح خطأ سلفه دونالد ترامب المتمثل بالانسحاب في العام 2018 من الاتفاق النووي، وفرض حزمات متوالية من عقوبات مشددة على طهران والتي كان من نتائجها تجميد أموال إيرانية في عدد من دول العالم.
وأكد روحاني على الطابع السلمي للأنشطة النووية الإيرانية.
وكان المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي قال أول أمس الاثنين إن بلاده قد ترفع نقاء تخصيب اليورانيوم إلى 60%، مشددا على أنه لن يتمكن أي طرف من منعها من امتلاك أسلحة نووية إذا أرادت ذلك، لكنه أوضح أنها لا تسعى إلى هذا الهدف.
تشغيل الفيديو
وردا على تقييد طهران عمل مفتشي وكالة الطاقة الذرية، حثت الولايات المتحدة إيران على التعاون مع الوكالة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أمس الثلاثاء إن طهران "تبتعد كثيرا عن الامتثال للقيود المفروضة عليها بموجب الاتفاق النووي".
وأضاف برايس في مؤتمر صحفي أن واشنطن ستجري مشاورات مع الوكالة لبحث الإجراء المناسب لدعم تعاملاتها مع طهران. وأكد أن الحل الأمثل للتحقق من برنامج إيران النووي يكون عبر حل تفاوضي.
وتصر إدارة بايدن على عودة طهران للالتزام بكامل بنود الاتفاق النووي قبل عودة أميركا إليه ورفع العقوبات المفروضة على إيران، وهو ما ترفضه الأخيرة وتقول إن واشنطن هي من انسحبت من الاتفاق النووي وعليها العودة إليه أولا.
الدول الأوروبية
وفي سياق متصل، أعربت بريطانيا وفرنسا وألمانيا أمس في بيان مشترك عن "أسفها العميق" لقرار إيران الحد من زيارات مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشددة على "طابعه الخطر".
وحث البيان الثلاثي إيران على العدول عن كل الإجراءات التي تقلص "الشفافية"، وضمان التعاون التام -وفي الوقت الملائم- مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأكدت الدول الثلاث أنها تحاول الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني عبر مفاوضات تؤدي إلى عودة واشنطن وطهران له.