المصدر / القاهرة:غربة نيوز
واصلت الليرة اللبنانية انهيارها السريع في السوق السوداء، اليوم الأحد، لتصل إلى منحدر قياسي جديد عند 12300 ليرة للدولار الأمريكي، أي بنسبة تراجع تصل إلى نحو 90% مقابل سعرها الرسمي البالغ 1507 ليرات مقابل الدولار، وأشار متعاملون في السوق السوداء -التي يطغى عليها الفوضى والتخبط في غياب كامل للسلطة- إلى أن الليرة مرشحة لمزيد من الانخفاض في الأيام المقبلة، في ظل غياب أي بوادر لتشكيل حكومة جديدة؛ ما سيزيد من معاناة المواطنين جراء غلاء المعيشة والأسعار.
وقال باسم حاتم، وهو متعامل مصرفي في مدينة صيدا عاصمة جنوب لبنان: ”بات وضع الليرة يشبه كرة متدحرجة لا يُعرف متى ستتوقف وأين.“
وأضاف في حديثه ، ”يقال إن الليرة ستواصل هبوطها لتصل إلى أكثر من 15 ألفا للدولار الواحد أو حتى 20 ألفا في الأيام المقبلة، ما لم تظهر بوادر إيجابية في موضوع تشكيل حكومة إنقاذ، والمأساة هي ليست الليرة، إنما الناس الذين تأثروا بالغلاء وتحولوا إلى فقراء.“
وبدأت الليرة اللبنانية انزلاقها لتصل إلى أدنى مستوى لها في تاريخ لبنان، وذلك منذ اندلاع الأزمة المالية والاقتصادية قبل نحو 15 شهرا، نتيجة الفساد المتفشي في الأجهزة الحكومية، إلى جانب تراكم العجوزات المالية والدين العام الذي تجاوز 94 مليار دولار الشهر الماضي، وفي تقرير اليوم الأحد، نقل موقع ”لبنان 24“ الإخباري عن مصادر سياسية قولها: إنها ”لا ترى أي حل قريب للأزمة الحكومية مهما كثر الكلام الإيجابي والتحركات السياسية“.
وأضاف التقرير:“يعيش لبنان أياما تاريخية ليس بالمعنى الإيجابي للكلمة، بل بفعل الانهيار الكبير في أسس بنيان الدولة جراء استمرار أصحاب الحل والربط من أهل السلطة في نهجهم التخاصمي المعتاد غير آبهين بما وصلت إليه أحوال اللبنانيين.، وتابع ”اليوم تحل ذكرى مرور 16 سنة على انتفاضة الرابع عشر من آذار عام 2005، بعد استشهاد رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، حين نزل مئات الآلاف من اللبنانيين إلى ساحة الشهداء وكل الشوارع، حاملين الأعلام اللبنانية في وقفة أمل بنهوض لبنان.. والمفارقة أن التاريخ ذاته يحمل اليوم تحركا شعبيا مماثلا، ولكن هذه المرة، للمطالبة بإبعاد شبح الذل والعوز الكبير عن اللبنانيين، فهل يتعظ المسؤولون وتصحو الضمائر النائمة؟“، ولا يزال لبنان دون حكومة منذ أغسطس الماضي، بعد أن قدّم رئيس الوزراء حسان دياب استقالته بسبب الأزمة الاقتصادية وانفجار بيروت الكارثي.