المصدر / وكالات - هيا

تصدرت محافظة سوهاج، بصعيد مصر، قائمة المحافظات الأعلى إصابة بفيروس كورونا المستجد، وذلك ضمن الموجة الثالثة لانتشار الفيروس، حيث تسجل المحافظة الجنوبية يوميا ما لا يقل عن 150 حالة إصابة بالفيروس، وسط ارتفاع ملحوظ في حالات الوفاة بين المصابين، الأمر الذي جعلها، أكثر المحافظات المصرية انتشار للفيروس.

وهو ما أشارت إليه الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، خلال مؤتمر صحفي لها، أعلنت خلاله عن المحافظات الأعلى في نسب الإصابة على مستوى مصر، والتي جاءت فيه محافظة سوهاج بالمرتبة الأولى.

وخلال المؤتمر، وجهت وزيرة الصحة، باتخاذ عدد من الإجراءات، للسيطرة على تفشي الفيروس بالمحافظة، من ضمنها زيادة أعداد الأسرة الداخلية وأسرة العناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي، و"تانكات" (خزانات) الأكسجين الطبي لاستيعاب زيادة الإصابات، فضلا عن إرسالها لإمدادات طبيه عاجله الي المحافظة ، شملت 200 أسطوانة أكسجين، و20 جهاز مونيتور، و12 جهاز تنفس صناعي، 20 مركز أكسجين) بالإضافة إلى تانك أكسجين طبي سعته 11 ألف لتر".

ورغم أن محافظة سوهاج، كانت من بين المحافظات الأقل تسجيل إصابة بالفيروس، وذلك خلال الموجة الأولى من الفيروس بنسبة بلغت 2.2 %، كما كانت تشهد انخفاضا في أعداد حالات الوفاة وارتفاع نسبة الشفاء بين المصابين، إلا أن الوضع تطور بسرعة كبيرة، الي السيناريو الأسوأ، لتتحول المحافظة إلي " بؤرة تفشي" للفيروس في مصر.

ودفع الأمر الدكتور محمود فهمي، نقيب الأطباء بسوهاج إلى توجيه رسالة، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، مطالبا فيها ، اللواء طارق الفقي محافظ سوهاج، بإعلان حظر التجوال بالمحافظة للحد من انتشار الفيروس.

ودفعت تلك التطورات السريعة، لطرح تساؤلات عدة بشأن أسباب، زيادة معدلات الإصابة بالفيروس.

وأرجع عدد من المتخصصين والأطباء أسباب انتشار الفيروس بالمحافظة إلى عدة عوامل: من أهمها التراخي من قبل المواطنين في تنفيذ قواعد الإجراءات الاحترازية، والتجمعات العائلية، التي سبق التحذير من خطورتها.

وضع مقلق

ومن جانبه، اعتبر أحمد العرجاوي، عضو لجنة الصحة في مجلس النواب المصري، أن الوضع في سوهاج، مخيف ومقلق، وذلك بعد انتشار حالات الإصابة بالفيروس، وارتفاع حالات الوفاة.

وأضاف العرجاوي، في تصريحات خاصة لموقع " سكاي نيوز عربية": أن من أهم العوامل الرئيسية التي نتج عنها انتشار الفيروس بالمحافظة بتلك الصورة المرعبة، انعدام الوعي لدى كثير من المواطنين، وتجاهلهم الواضح للإجراءات الاحترازية، بالإضافة إلى انخفاض أعداد مستشفيات العزل بالمحافظة وعدم قدرتها على استيعاب الأعداد الكبيرة للمصابين..".

وتابع العرجاوي : "إن لجنة الصحة بمجلس الشعب، سوف تنعقد لمناقشة تطورات الوضع الصحي بسوهاج، وذلك بعد خروجه عن السيطرة، كما ستقوم اللجنة بتقديم طلب إحاطة موجه الي وزيرة الصحة حول أسباب انتشار الفيروس بالمحافظة".

تشديد الإجراءات

وفي ذات السياق، قال مصطفى سالم، عضو مجلس النواب، عن محافظة سوهاج، إن الوضع في المحافظة بحاجة إلى مزيد من التشديد على الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية، لضمان استقرار الأوضاع، والانخفاض التدريجي في أعداد المصابين.

واضاف سالم، في تصريحات خاصة لموقع " سكاي نيوز عربية": بمجرد زيادة أعداد المصابين في المحافظة، تقدمت إلى مجلس الوزراء ببيان طالبت فيه بالتوسع في إنشاء مستشفيات للعزل، وضرورة إرسال اجهزه تنفس إلى المحافظة للسيطرة على الأوضاع هناك.

كما شدد سلام أنه يجب على المواطنين الالتزام بعدم الاختلاط في التجمعات العائلية، "حتى نتمكن من السيطرة على ارتفاع الأعداد".

وكانت وزارة الصحة والسكان المصرية أكدت "عدم صحة" ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار مغلوطة وفيديوهات تُشير إلى تدهور الوضع الوبائي لفيروس كورونا المستجد بمحافظة سوهاج.

وأوضح خالد مجاهد، مساعد وزيرة الصحة والسكان للإعلام والتوعية والمتحدث الرسمي للوزارة، أن الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان في مصر، تابعت الوضع الوبائي لفيروس كورونا في محافظة سوهاج على مدار الأسبوع الحالي، ونسب الإصابات والوفيات ومعدلات الشفاء، ونسب تردد حالات الاشتباه على المستشفيات.

وأكد مجاهد أنه تم إرسال إمداد طبي عاجل إلى محافظة سوهاج خلال الأسبوع الجاري، لزيادة الطاقة الاستيعابية للمستشفيات بناءً على توجيهات زايد، مشيرا إلى أن الوزيرة وجهت بتكثيف حملات التوعية بالإجراءات الاحترازية للمواطنين بالمحافظة من خلال فرق التواصل المجتمعي، كما وجهت بمضاعفة أعداد فرق العزل المنزلي ليصل إلى 100 فريق طبي لمتابعة الحالة الصحية لمرضى فيروس كورونا من الحالات البسيطة بالمنازل.