المصدر / وكالات - هيا
تعقد اليوم في فيينا الجولة الرابعة من مفاوضات الأطراف المعنية بالاتفاق النووي الإيراني، وسط تفاؤل حذر بالتوصل إلى اتفاق قبل منتصف يونيو/حزيران المقبل، في حين حذرت طهران من تحول المفاوضات إلى عملية استنزافية.
وانطلقت مفاوضات غير مباشرة في بداية أبريل/نيسان الماضي في العاصمة النمساوية فيينا بين الولايات المتحدة وإيران، يتوسط فيها الأوروبيون وبقية الموقعين على الاتفاق المبرم عام 2015 بهدف منع طهران من تطوير سلاح نووي.
وأكد كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، أن طهران ستواصل مسار المفاوضات، مؤكدا أن أولوية بلاده هي الدقة وليس الوقت.
وأوضح أن النقاط العالقة في المفاوضات جدية وأساسية، محذرا من تحول المحادثات إلى ما وصفها بعملية استنزافية.
ويتمثل جوهر الاتفاق النووي في أن تلتزم إيران باتخاذ خطوات لتقييد برنامجها النووي مما يجعل من الصعب عليها الحصول على المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي مقابل تخفيف العقوبات الأميركية والأوروبية، وتلك التي فرضتها الأمم المتحدة. وتنفي طهران السعي لامتلاك أسلحة نووية.
تشغيل الفيديو
وكان فريق التفاوض الإيراني بقيادة عراقجي قد وصل إلى فيينا في وقت سابق وعقد محادثات مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي.
وقال عراقجي في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية، عقب لقائه غروسي، إن هناك تفاهما جيدا بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن مختلف القضايا الشائكة.
وأضاف أن بين الطرفين تعاونا عميقا يشمل حتى الموضوع المتعلق بانتهاء سريان البروتوكول الإضافي بين الوكالة وإيران.
تجدر الإشارة إلى أن هذا البروتوكول ينص ضمن بنوده على تثبيت كاميرات مراقبة في المواقع النووية، وعلى حق مفتشي الوكالة في زيارة المواقع النووية.
وينتهي العمل بالبروتوكول الإضافي في 21 مايو/أيار الجاري، وهو ما يطرح إشكالا في حال عدم التوصل إلى اتفاق قبل هذا التاريخ.
جولة نهائية؟
وقال مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، إن الجولة التالية وربما النهائية من محادثات فيينا بشأن إعادة تطبيق خطة العمل المشتركة بشأن الملف النووي الإيراني ستبدأ اليوم الجمعة.
وأضاف أوليانوف، في تغريدة، أنه إذا دعت الحاجة قد يقرر المفاوضون أخذ استراحة جديدة للحصول على مزيد من التعليمات من عواصم بلدانهم.
تحسين الاتفاق
من جانب آخر، أعلن مسؤول بالخارجية الأميركية أن واشنطن تريد الحديث مع إيران بشأن تحسين الاتفاق النووي بعد التوصل إلى التفاهمات بشأنه، مضيفا أنها تتفهم ما يجب أن تقوم به إيران للامتثال للاتفاق وتعرف كذلك ما يجب أن تقوم به هي الأخرى.
وأكد أنه لا يُراد اختراع اتفاق نووي جديد، بل الامتثال لاتفاق عام 2015.
وأبدى المسؤول الأميركي استعداد بلاده لسيناريو عدم عودة إيران للاتفاق النووي، مؤكدا أن واشنطن لا تريد أن يحدث ذلك، حسب قوله.
وأضاف أن الإدارة الأميركية السابقة حاولت الضغط على إيران لسنوات لكن هذه الإستراتيجية لم تنجح.
وأشار إلى أن الجولات الثلاث الأخيرة أوضحت أكثر الخطوات التي ينبغي القيام بها للعودة للاتفاق النووي.
ولفت إلى أن واشنطن أثارت مسألة الأميركيين المحتجزين في إيران لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنهم.
وأمس، قال مسؤولون أميركيون وإيرانيون وأوروبيون إن الفجوات ما زالت واسعة بين واشنطن وطهران بشأن استئناف الامتثال للاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015 على الرغم من قول مسؤول أميركي إن التوصل إلى اتفاق أمر ممكن خلال أسابيع إذا اتخذت إيران قرارا سياسيا بذلك.
وقال المسؤول للصحفيين، في إفادة عبر الهاتف طالبا عدم نشر اسمه، "هل من الممكن أن نرى عودة مشتركة للامتثال للاتفاق النووي خلال الأسابيع المقبلة أو تفاهما بشأن الامتثال المتبادل؟ الإجابة نعم ممكن".
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مقابلة مع قناة تلفزيون "إن بي سي" (NBC)، إن واشنطن لا تعلم ما إذا كانت إيران مستعدة لاتخاذ القرارات المطلوبة للعودة إلى الامتثال للاتفاق.
وقال دبلوماسي أوروبي إن واشنطن طرحت اقتراحا شاملا يتضمن رفع العقوبات عن قطاعات رئيسية مثل النفط والغاز والبنوك ولمحت إلى قدر من الانفتاح على تخفيف العقوبات المتصلة بالإرهاب وحقوق الإنسان.
وأضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم نشر اسمه، أن إيران لم تبد رغبة في تقليص أي خبرة قد تكون اكتسبتها من العمل على أجهزة الطرد المركزي المتقدمة أو تدميرها.
وقال مسؤول أميركي إن من الممكن إحياء الاتفاق النووي قبل الانتخابات الإيرانية المقررة في 18 يونيو/حزيران لكن الأمر يقع مرة أخرى على عاتق إيران لاتخاذ قرار سياسي كهذا.
وأضاف المسؤول أن الأمر يتطلب من إيران الكف عن مطالبة واشنطن بأن تفعل أكثر مما هو وارد في الاتفاق، بينما تسعى طهران للقيام بأقل من ذلك.