المصدر / وكالات
كثف الطيران الحربي الروسي غاراته على ريف حلب في ثاني أيام الهدنة بسوريا، وشملت الغارات مواقع تسيطر عليها قوات المعارضة في مدن وبلدات بريف حلب شملت عندان وكفر حمرة ودارة عزة وقبتان الجبل.
وأسفر القصف عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، حيث استهدف القصف مسجدا وسوقا شعبية ومخبزا. يشار إلى أن هذه المناطق تخضع لسيطرة كتائب المعارضة المسلحة، ولا وجود فيهمالتنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت وكالة شهبا برس إن القصف استهدف المخبز الرئيسي في مدينة دارة عزة، وخلف أضرارا كبيرة في بلدة كفر حمرة.
وقال مراسل الجزيرة في ريف حلب الشمالي معن خضر إن خرق الهدنة في حلب وريفها جاء بعد 24 ساعة من الهدوء، مشيرا إلى أن الطيران استهدف في ساعات الصباح الأولى الأحياء السكنية في دارة عزة وعندان وقبتان الجبل.
وأشار المراسل إلى أن منطقة ريف حلب الشمالي والغربي معظمها تحت يد فصائل المعارضة التي وافقت على الهدنة، مع وجود بسيط لجبهة النصرة التي أعلنت أصلا إعادة نشر قواتها خارج المدن إلى مناطق التماس على جبهات القتال.
ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر في المعارضة قولها إن هذه الغارات تعد خرقا واضحا ومتعمدا لوقف إطلاق النار، وقد تؤدي لانهياره بالكامل.
وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 14 خرقا للهدنة في يومها الأول، ارتكبتها قوات النظام.
وبحسب تقرير الشبكة الذي تلقت الجزيرة نت نسخة منه، توزعت الخروق على كافة المحافظات السورية تقريبا، فارتُكبت أربعة خروق في كل من درعا وريف دمشق، وخرقان في كل من حمص وإدلب، وخرق واحد في كل من دمشق واللاذقية، وقد نتج عن هذ الهجمات -وفق التقرير- 15 قتيلا، بينهم 13 من مسلحي المعارضة.
وشكك التقرير في مستقبل الهدنة، وأشار إلى أن أبرز ما يعتري بيان الهدنة هو إمكانية النظام السوري وشريكه الروسي توجيه ضربات لمناطق شاسعة تحت سيطرة المعارضة السورية في الشمال، تحديدا تحت ذريعة وجود جبهة النصرة دون أن يُعتبر ذلك خرقا للهدنة.
اتهام بخرق الهدنة
وقد اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أمس النظام السوري والمليشيات الموالية له وحزب الله اللبناني بخرق الهدنة التي بدأ سريانها بعد منتصف ليلة الجمعة/السبت، وقال إن قوات النظام ومليشياته قصفت 15 منطقة بالرشاشات الثقيلة والمدفعية والبراميل المتفجرة.
وطالب الائتلاف مجلس الأمن الدولي بالتصرف تجاه الخروق التي ارتكبها النظام خلال الساعات الأولى من الهدنة، وأضاف أن خرق النظام للهدنة شمل كلا من دمشق وريفها ودرعا وحلب وحمص وحماةواللاذقية.
من جانبه، قال رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية أسعد الزعبي إن النظام ضرب بعرض الحائط كل القرارات الدولية، وأضاف -في مقابلة مع الجزيرة- أن روسيا ونظام الأسد غير جادين في تنفيذ حل سياسي في سوريا.
من جانبه، عبر مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستفان دي ميستورا عن أمله في أن تحافظ أطراف الأزمة في سوريا على وقف إطلاق النار، دون أن يخفي في تصريحات صحفية في جنيف تخوفه من انهياره في وضع مثل الحالة السورية.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار -الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا- حيز التنفيذ منتصف ليلة الجمعة/السبت في قطاعات واسعة من سوريا التي مزقتها الحرب.