المصدر / وكالات - هيا
أشادت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية بسياسات مصر الخارجية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وثمنت جهوده الحثيثة لرفع مكانة البلاد ودورها المحوري على المستوى الإقليمي، مؤكدة أنه حوّل مصر إلى قوة إقليمية كبرى ونجح في استعادة الدور القيادي الذي كانت تشغله في الشرق الأوسط، المتمثل في إرساء الاستقرار والأمن في المنطقة.
وأشارت الصحيفة، في تحليل أعده المحلل السياسي سيث جي فرانتزمان، المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل، إلى قوة التحركات المصرية الدبلوماسية والتواصل المستمر مع كافة القوى الإقليمية والدولية على مختلف الأصعدة على مدار الـ7 سنوات الماضية منذ تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم في البلاد، قائلة إن تلك التحركات تؤكد استعادة مصر لريادتها ودورها الإقليمي الرائد وثباتها تجاه القضايا القومية الإقليمية.
تضاؤل دور مصر القيادي في عهد الاخوان
وأضافت أن مصر لطالما كانت تتصدر العالم العربي، من الخمسينات وحتى التسعينات، من حيث الثقافة والقوة العسكرية والدور القيادي، ولكن تضاءل هذا الدور في أعقاب ثورات الربيع العربي 2011، حيث أصبحت القاهرة أكثر ميلًا إلى الداخل، مع تزايد الاحتجاجات والصعود المؤقت لجماعة الإخوان الإرهابية.
وتابعت قائلة: "ولكن بعد وصول السيسي إلى السلطة والإطاحة بالإخوان في ثورة شعبية، أمضى العقد الماضي بأكمله في إعادة بناء قوة البلاد، بدءا من شمال وشرق أفريقيا وحتى ليبيا وفلسطين".
وثمن تقرير "ذا هيل" جهود الرئيس السيسي في حفظ الأمن القومي العربي وحل جميع المشكلات التي تمر بها المنطقة وخدمة قضايا الأمة العربية، حتى أصبح هناك تفهم لجهود مصر في تحقيق وترسيخ الاستقرار والسلام بالمنطقة.
مصر تلعب دورًا كبيرًا في ترسيخ الأمن في القرن الأفريقي
ولفتت الصحيفة إلى زيارة الرئيس السيسي دولة جيبوتي نهاية مايو الماضي، لإجراء محادثات دبلوماسية، وإرسالها شحنات من المساعدات الطبية والإغاثية إليها، موضحة أن الزيارة تعد هامة للغاية نظرا لأن جيبوتي بها عدد من القواعد العسكرية الاستراتيجية للقوى الغربية الكبرى وتلعب دورًا كبيرًا في أمن القرن الأفريقي.
وأضافت: "بعد جيبوتي، أجرت مصر مناورات عسكرية مع السودان، ووقعت مع وكينيا اتفاقية فنية جديدة للتعاون الدفاعي، وزار رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، محمد فريد ، كينيا ورواندا، كما أجرت مصر تدريبات عسكرية مع كل من الإمارات العربية المتحدة وباكستان".
دور مصر في ليبيا وسوريا
واعتبر كاتب التقرير أن مصر لعبت دورًا هاما في ليبيا، لا سيما فيما يخص محاربة الإرهاب والتطرف في البلاد، والتصدي إلى محاولات جرها إلى حرب أهلية، مشيرا في هذا الصدد إلى تعاونها الوثيق وشراكتها مع قبرص واليونان.
َوتابع: "ولعل الأهم من ذلك أن مصر تواصلت مع الحكومة السورية، حيث دعا وزير خارجيتها إلى عودة سوريا إلى مقعدها بالجامعة العربية بعد 10 سنوات من تجميد عضويتها بسبب الحرب الأهلية".
دور مصر المحوري في غزة
وأبرز تقرير "ذا هيل" الدور المحوري الذي لعبته في غزة، ونجاح جهودها في التوسط لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، قائلة إن تلك الجهود أدت إلى إنهاء صراع لا طائل منه دام 11 يوما.
وأضافت أن جهود مصر الأخيرة فى القضية الفلسطينية "تجاوزت تقليدها بمحاولة تخفيف التوترات بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، وامتدت إلى استضافة القاهرة وزير الخارجية الإسرائيلي جابي أشكينازي، للتباحث بشأن الأوضاع في القطاع بعد الهدنة، في زيارة هي الأولى لوزير خارجية إسرائيلى إلى مصر منذ 13 عاما"، واصفة إياها بالزيارة التاريخية التي تحمل دلالات رمزية عدة.
ولفتت الصحيفة إلى زيارة الوفد المصري، برئاسة اللواء عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات، قطاع غزة ولقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرا إلى أن الزيارة تعد الأولى أيضا من نوعها منذ أوائل القرن الحالي.
تحركات دبلوماسية غير مسبوقة
وتابعت أن تلك التحركات الدبلوماسية غير المسبوقة "تعكس جزءًا من أجندة الرئيس السيسي، وسياساته الخارجية بتعزيز علاقات مصر بدول الجوار وتوسيع اتصالاتها َوتعاونها مع دول القرن الأفريقي، بعد ما يقرب من عقد من الزمان بعد أحداث الربيع العربي".
واختتمت الصحيفة تقريرها: "تُظهر الصورة الإجمالية أن مصر استعادت الدور القيادي الذي كانت تشغله في الشرق الأوسط. إنها تسعى إلى إرساء الاستقرار من ليبيا إلى سوريا وحتى غزة، وهى ثلاثة مراكز رئيسية للصراع في المنطقة، وإذا كانت مصر تمكنت من المساعدة في الحد من التوترات في هذه المناطق على مدار العقد الماضي، فستكون قد نجحت حين فشل الكثيرون".