المصدر / وكالات - هيا
قالت صحيفة الأخبار اللبنانية نقلا عن مصدر في حركة حماس أنه منذ تحسّن العلاقات «الحمساوية» - المصرية عام 2017، وسماح المصريين بإدخال البضائع بشكل رسمي إلى القطاع عبر بوّابة صلاح الدين في معبر رفح جنوب غزة، ظلّت حركة «حماس» على رفضها الاعتماد على المصريين بشكل كامل، إذ وجّهت الجهات المختصّة بإدخال البضائع بأن لا يزيد الاستيراد من المصريين على 30% من احتياجات القطاع، على الرغم من أن رفع قيمة البضائع سيزيد من حجم الضرائب التي ستجبيها الحكومة في غزة ويحسّن من الوضع الحكومي وأشار المصدر إلى أن «الحركة تدرك جيداً أن الاحتلال يعمل بشكل دائم على رمي غزة في الحضن المصري، والتخلّص منها لتكون رهينة للقرار المصري، إلّا أن جميع محاولاته تمّ إفشالها، حتى في عزّ عمل الأنفاق عامَي 2011 و2012، فلم تتوقّف الحركة التجارية عن استخدام معابر الاحتلال، وخاصة في مختلف المواد التي يتمّ استيرادها إلى القطاع، وكانت المواد الأساسية تمرّ عبر الاحتلال، فيما يتركّز الاعتماد على مصر في مجال المحروقات والمواد التي يمنع العدو إدخالها بدعوى أنها مزدوجة الاستخدام، أي يمكن استخدامها من قِبَل المقاومة في التصنيع العسكري».
وفي أعقاب معركة «سيف القدس»، لم يوقف الاحتلال محاولاته الدفع بقطاع غزة بشكل كامل إلى الحضن المصري، عبر فرض حالة من الإغلاق الشامل، وإجبار الجهاز الحكومي على الاعتماد على الواردات من مصر، إلّا أن المصدر «الحمساوي» أكد أن ما يدخل عبر المعبر المصري لم يتعدّ حاجز 30% من احتياجات القطاع، وأن الأصناف التي تدخل من مصر معدودة ومحدودة. وبحسب معطيات اقتصادية حديثة، فإن نسبة البضائع التي تدخل غزة من مصر ارتفعت بعد معركة «سيف القدس» بنسبة 17% عمّا كانت عليه في السابق، إلّا أنها لا تتعدّى حالياً حاجز 23% من احتياجات القطاع، فيما لا يزال المصريون يمنعون دخول أصناف تصنّفها دولة العدو «ثنائية الاستخدام». وفي الإطار نفسه، أفاد مدير عام المعابر في وزارة الاقتصاد في غزة، رامي أبو الريش، بأن معبر رفح يعمل حالياً ثلاثة أيام أسبوعياً على الصعيد التجاري، لإدخال سلع غذائية وفواكه ودقيق ومواد أخرى. وقبيل معركة «سيف القدس»، كان القطاع يستقبل نحو 400 شاحنة من البضائع والسلع المتنوّعة عبر معبر كرم أبو سالم، بينما تشهد الحركة حالياً انخفاضاً هائلاً في عدد الشاحنات، إذ انخفضت الواردات عبره بنسبة 83% بحسب معطيات اقتصادية. وترى الجهات الاقتصادية في إغلاق الاحتلال لـ»كرم أبو سالم» مشكلة كبيرة جدّاً، لكونه سيؤثّر بشكل كبير على المساعدات الدولية التي تدخل غزة، وخاصة من الدول التي لا تتمتّع بعلاقات جيّدة مع مصر أو لا تثق بآليات إيصال المساعدات عبر المصريين.