المصدر / وكالات - هيا
لخّص الرئيس الأمريكي جو بايدن الأشهر الستة الأولى من ولايته الرئاسية بكلمتي "مملة" و"مهمة"، إذ ركز على صلب القضايا أكثر من الشكل لإعادة الولايات المتحدة إلى قلب اللعبة الدولية.
جمع بايدن أعضاء إدارته في البيت الأبيض، الثلاثاء 20 يوليو/تموز 2021، للاحتفال بمرور ستة أشهر على توليه السلطة، وذكّر مجدداً بالتحليل الذي لا يكفّ عن ترديده منذ كانون الثاني/يناير 2021 وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس، الأربعاء 21 يوليو/تموز 2021.
خوض منافسة وجودية
يرى الرئيس أن الولايات المتحدة تخوض "منافسة" وجودية مع دول مثل الصين "التي تعتقد أن المستقبل ملك للاستبداد".
ويريد جو بايدن أن يثبت العكس، وأن "الديمقراطية يمكنها أن تفعل المزيد" في الابتكار أو محاربة تغير المناخ وتأمين الازدهار.
برأيه، هذا يتم عبر تخصيص نفقات هائلة للطرق والجسور والإنترنت عالي السرعة، وكذلك للصحة والتعليم ودعم الأسر. على الصعيد الخارجي، يتطلب ذلك إحياء التحالفات التقليدية التي تعثرت لأربع سنوات.
هو يقول بنفسه إنها قضايا كبرى لكنها لا تثير بالضرورة اهتمام الرأي العام. وصرح بايدن في ضواحي شيكاغو في السابع من تموز/يوليو: "أعلم أنه خطاب ممل لكنه مهم".
مشروعات اقتصادية واجتماعية
كان بايدن يعدد أمام جمهور بدأ تصفيقه يضعف تدريجياً، مشاريعه الاقتصادية والاجتماعية العملاقة وذكر العديد الأرقام والأمثلة.
حيث قال مازحاً مرة أخرى في 15 تموز/يوليو أمام آباء وأطفال تحدث إليهم عن إجراء دعم مالي للعائلات: "الأمر ممل ممل ممل بالنسبة لكم، خصوصاً للذين تقل أعمارهم عن 13 عاماً".
في السياق نفسه وبعد رئاسة ترامب التي سادتها انفعالات وخطب مطولة، يحرص الرئيس الديمقراطي البالغ من العمر 78 عاماً وفريقه على اتصال منضبط إلى أقصى الحدود وعبارات يتم اختيارها بدقة.
من جانبه قال روبرت رولاند، الأستاذ في جامعة كنساس والخبير في الاتصالات الرئاسية، إن "بايدن يحاول استخدام أمر يطرح مشكلة منذ فترة طويلة، لمصلحته وهو طريقته المنمقة جداً للتعبير عن نفسه".
أضاف أن بايدن "يحاول تقديم صورة شخص ممل لكنه يتمتع بالكفاءة وقادر على إعطاء نتائج حقيقية".
استخدام الشبكات الاجتماعية
في حين وفي مواجهة الصحافة يعتمد الرئيس، مع بعض الاستثناءات، على الملقن وملاحظاته، بينما يسارع فريق الاتصال التابع له إلى إخراج الصحافيين الذين يحاولون طرح الأسئلة في نهاية كل خطاب.
هذا على العكس تماماً من ترامب الذي كان يرتجل خُطباً كاملة ويرسل تغريدات تنم عن غضب، بينما تستخدم إدارة بايدن الشبكات الاجتماعية بشكل مؤسسي جداً.
بينما كان سلفه يطلق العنان لغضبه، نادراً ما يرفع جو بايدن النبرة، بل إنه في بعض الأحيان يهمس.
من جانبه يرى لورنس جايكوبس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة مينيسوتا، أن "الاستماع (لحديث جو بايدن) يمكن أن يكون صعباً. فهو يتعثر في العثور على الكلمات ويخرج عن مسار الحديث…".
لكن هذا المحلل يعترف أيضاً بأن بايدن "يتمتع بقدرة أكبر على الطمأنة عندما يتحدث عن الشؤون الخارجية أو قضايا الأمن القومي"، وهذا أمر مارسه كثيراً خلال حياته المهنية الطويلة كعضو في مجلس الشيوخ.
كمثال على ذلك مؤخراً، مسألة انسحاب آخر الجنود الأمريكيين من أفغانستان وهو قرار كبير في ولايته دافع عنه بايدن بلا تردد.
قوة الخطاب الرئاسي
حيث قال لورانس جاكوبس إن الرئيس "لا يقلل من أهمية قوة الخطاب المرتبطة بمنصبه". وأضاف: "سيكون من الخطأ الاعتقاد أنه لا يستطيع رفع النبرة".
في المقابل وقبل مغادرة البيت الأبيض الجمعة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، اتهم جو بايدن فيسبوك وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي بـ"قتل الناس" عبر السماح بتناقل معلومات كاذبة.
وبثت شبكات التلفزيون تصريحاته هذه طوال نهاية الأسبوع بلا توقف.
لكن جو بايدن عفوي خصوصاً عندما يطلق العنان لعواطفه. فالرئيس الذي عاش مآسي عائلية -وفاة زوجته الأولى وابنتهما في حادث سيارة ثم وفاة ابنه بو بعد إصابته بالسرطان- يظهر بطيب خاطر "ككبير المواسين".