المصدر / القاهرة:غربة نيوز
هرول المواطنون الأفغانيون في الشوارع بينما تقرع طلقات الرصاص مسامعهم بغتة، قائلين في ذعر: «طالبان هنا»! ولم تمض بضع دقائق حتى تغير كل شيء في حياة زهرة ذات الست وعشرين ربيعا والتي تسكن مدينة حيرات أكثر ثالث مدينة في أفغانستان ، كانت زهرة تسير مع أمها وثلاث أخوات لها، في هذه اللحظات العصيبة، كانوا في طريقهن إلى منزل أخت أخرى لتناول طعام العشاء معا، حسب تقرير إعلامي، الذي يحمل عنوان «النساء الأفغانيات تخشى العودة إلى»الأيام السوداء «وسط اجتياح طالبان ، ترعرعت زهرة في مدينة أفغانية خالية في معظمها من وجود عناصر طالبان، حيث تمتعت النساء بالجرأة على الحلم باحتراف المهن فضلا عن حصول الفتيات على التعليم ، وعملت زهرة على مدار السنوات الخمس الماضية مع المنظمات المحلية غير الهادفة للربح، وذلك لرفع مستوى وعي النساء والصحافة بأهمية المساواة بين الجنسية .
غير أن أحلامها وطموحاتها اصطدمت بعنف على صخرة الأحداث التي وقعت الخميس الماضي عندما اجتاحت حركة طالبان مدينتها راياتها البيضاء في أحد الميادين الرئيسية بينما سارع السكان بالفرار على درجاتهم البخارية وسيارتهم متجهين إلى منازلهم ، وقال التقرير إن زهرة وأبويها وإخواتها الخمسة، يختبئون الآن كمعظم سكان المدينة وقد انتبابهم ذعر شديد إزاء الخروج من المنزل فضلا عن قلقهم على المستقبل، مشيرا إلى أنه الوكالة لم تشر إلى اسم زهرة كاملا خشية أن تصبح مستهدفة من «طالبان».
وعبرت زهرة ذات الوجه الدائري والصوت العذب عن صدمتها الشديدة قائلة :«كيف يتسنى لي كامرأة عملت بجدية وحاولت التعلم والتقدم، أن اختبئ وأمكث في المنزل؟، وتسيطر حركة طالبان في الوقت الراهن على أكثر من ثلثي البلاد في فترة أسبوعين وقبل أن تخطط الولايات المتحدة في سحب آخر قوات عسكرية لها .
وواصلت الحركة اليوم وبوتيرة متصاعدة، زحفها العسكري الرامي إلى إحكام قبضتها على عموم أراضي أفغانستان، في حين أعلن المتحدث باسم «طالبان»، ذبيح الله مجاهد، اليوم السبت على حسابه في «تويتر» عن سيطرة الحركة على مدينة شرنة، مركز ولاية بكتيكا شرق البلاد، وكافة المرافق الحكومية فيها، حسب وسائل إعلام عالمية .
كما أعلن مجاهد عن استيلاء «طالبان» أيضا على مدينة أسد آباد، مركز ولاية كونر شرق البلاد، واستسلام حاكم الولاية وقائد الشرطة ورئيس الاستخبارات المحلية إلى المسلحين، بالإضافة إلى سيطرة الحركة على مناطق أخرى في الولاية، في حين أكدت وكالة «نوفوستي» الروسية صحة الأنباء عن سقوط أسد آباد نقلا عن مسؤول محلي، وقالت وكالة غوث اللاجئين بالأمم المتحدة أن ما يقرب من 250 ألف أفغاني فروا من منازلهم منذ نهاية مايو الماضي وسط مخاوف من قيام«طالبان» بإعادة فرض تأويلهم القاسي والمتشدد للإسلام فضلا عن محو حقوق النساء، مشيرة إلى أن 80% من النازحين هم من النساء والأطفال.
وحكمت جماعة طالبان الأصولية المتسددة البلاد لخمس سنوات حتى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2001، وقامت في أثناء ذلك الوقت بمنع الفتيات من التعليم وحرمت النساء من الحق في العمل ورفضت السماح لهم بالسفر ومفارقة ديارهن بدون قريب من الذكور «محرم».