المصدر / وكالات
بثت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي، مساء امس الجمعة، تقريرا مصورا من قطاع غزة من اعداد مراسلها الخاص هنريك زيمرمان الذي أجرى عدة مقابلات في غزة وزار العديد من المناطق فيها .
واستهل زيمرمان تقريره من المناطق التي تعاني من مشاكل في الصرف الصحي مؤخرا نتيجة الأمطار التي هطلت على قطاع غزة في الفترة القليلة الماضية، حيث أظهرت الصور واللقطات بعض المناطق وسط مدينة غزة والأسواق بالإضافة للدمار الذي حل في حي الشجاعية جرآد الحرب الاخيرة على القطاع.
وزار زيمرمان منزل عائلة المواطن الغزي أشرف حبيب الذي تحدث عن أنه يسكن في منزل صغير جدا برفقة 27 فردا في وضع صعب للغاية، مشيرا إلى أن منزله يتعرض إلى الغرق بسبب تسرب مياه الأمطار.
وقال حبيب لمراسل القناة الثانية "أنا مع أي حاجة بتعمل رخاء وبتغير وضعنا في هالبلد"، وذلك قبل أن يقاطعه زيمرمان ويقول "حل الدولتين؟" فيرد حبيب قائلا : "حل دولتين أي حاجة بيشوفوها وبيحلوها وبتعمل النا رخاء إحنا معها".
وحسب حبيب، فإن غزة تفتقر لفرص العمل وأنه في حال اتيحت له الفرصة للعمل في إسرائيل أو الخارج فلن يتردد في ذلك.
ويشير معد التقرير إلى أن البنى التحتية في قطاع غزة على شفا الانهيار الكامل بسبب الأوضاع المأساوية، مستذكرا تقارير كانت اصدرتها الأمم المتحدة عن أن قطاع غزة لن يصلح للعيش مع مرور السنوات.
وحسب زيمرمان فإن الواقع اليومي الذي رصده من خلال التصوير في غزة أظهر حالة من اليأس والإحباط لدى سكان القطاع، مشيرا الى تزايد حالات الانتحار وارتفاع معدل الجريمة، واستهلاك الآلاف لأدوية المؤثرات العقلية حسب زعمه .
ويظهر من التقرير المصور أنه سمح للمراسل الاسرائيلي بلقاء عائلة الشهيد عماد النجار في خزاعة بخانيونس وهو من كوادر حركة "حماس"، حيث أشادت عائلته بالمقاومة وتحدثت عن طريقة استشهاده خلال الحرب الأخيرة على غزة.
واجرى المراسل مقابلة مع المحلل السياسي والأستاذ في جامعة الأزهر مخيمر أبو سعدة الذي تحدث عن الواقع الحياتي الصعب في قطاع غزة.
وقال ابو سعدة ان حالات الانتحار وارتفاع معدلات الجريمة تؤشر على حالة الإحباط واليأس التي وصلت إلى مستويات عالية جدا في غزة نتيجة ازدياد الفقر وارتفاع معدلات البطالة، خصوصا في صفوف الشباب، والتي وصلت إلى 60%.
واوضح أبو سعدة أنه لا يمكن أن تسمع علنا من السكان في قطاع غزة انتقادات حادة لحركة "حماس" فهم يكتفون بالتلمح فقط، مشيرا إلى أن الواقع الحياتي الصعب في غزة يترافق مع بطء في عملية إعادة إعمار غزة.
وأظهر التقرير صورا لم تعرف إذا ما كانت حديثة أو قديمة للانفاق التجارية على الحدود مع مصر.
وفي هذ السياق، قال القيادي في حركة "حماس" أحمد يوسف للمراسل الاسرائيلي، "ان أنفاق المقاومة تختلف عن الأنفاق التجارية التي كانت تستخدم لإدخال البضائع".
واضاف يوسف "أنفاق المقاومة تهدف لمفاجئة إسرائيل إذا ما اجتاحت غزة"، مشيرا الى ان غزة عبارة عن سجن كبير جراء الحصار المفروض عليها.
كما تطرق التقرير الذي امتد لنحو 12 دقيقة إلى إغلاق معبر رفح البري، والمواجهات التي تجري مع الجيش الإسرائيلي كل يوم جمعة عند الحدود.
ويقر الأستاذ في الجامعة الإسلامية وليد المدلل بانخفاض شعبية "حماس" بسبب البطالة والفقر والوضع الإنساني في غزة. وقال "هناك من يعتقد أنه إذا نزع سلاح المقاومة فإنه من الممكن إعادة إعمار غزة".
وأختتم التقرير بمقابلة مع الفتاة غادة شومان التي ظهرت مع شقيقها وهي تغني في بعض مناطق غزة، مشيرةً إلى أنها كانت تتعرض لمضايقات لكنها لم تهتم بها. واعتبرت أن استمرار فرض الحصار على قطاع غزة هي الحرب الحقيقية التي يتعرض لها اهالي القطاع.
صحيفة "القدس "