المصدر / وكالات - هيا
مع اقتراب الساعات الأخيرة من الانسحاب الأميركي الشامل من البلاد، فضلا عن مغادرة معظم السفارات الأجنبية العاصمة الأفغانية خلال الأيام الماضية، بدأت تتصاعد نسب القلق من تغيير حركة طالبان التي سيطرت على البلاد كاملة مناهج التعليم وطرق عيش الأفغانيين.
فعلى الرغم من إطلاق الحركة تطمينات عدة بأتها ستحترم حقوق المواطنين وفق "الشريعة"، إلا أن تقارير عدة طفت خلال الفترة الماضية عن انتهاكات واسعة لعناصر الجماعة المتشددة.
ولعل تاريخ طالبان السابق في البلاد، لا سيما خلال سيطرتها في التسعينات، لا يزال جسما على صدور آلاف الأفغان.
وهذا ما دفع العديد من المسؤولين والمحاضرين السابقين في جامعات أفغانستان الحركة إلى الحفاظ على نظام التعليم في البلاد وتحديثه بدلاً من إنشاء نظام جديد.
"البدء من جديد خطأ"
وقال وزير التعليم العالي السابق عباس بصير في مؤتمر حول التعليم العالي عقدته حركة طالبان، أمس الأحد، بحسب ما أفادت وكالة أسوشييتد برس، إن البدء من جديد خطأ ارتكبته الحكومات السابقة.
كما أضاف: "دعونا لا نرفض كل شيء.. لا ينبغي أن نبدأ نظاما جديدا.. يجب أن نعمل أكثر على ما لدينا بالفعل".
في حين انتقد المسؤول في طالبان، عبد الباقي حقاني نظام التعليم الحالي في البلاد، معتبرا أن من أسسه هو المجتمع الدولي.
كما أعرب عن عزمه إزالة المواد التعليمية إذا تعارضت مع التعاليم الدينية التي تتمسك بها الحركة.
يأتي هذا فيما بدأت شوارع العاصمة تتغير خلال الأيام الماضية، مع تغطية بعض صور النساء على واجهات المحال، أو طمس وجوهها، في مؤشر يدل على تغير ملامح المدينة مع مجيء الجماعة المسلحة وعناصرها.
فقد تعرضت الصور النسائية على واجهات المحلات في كابل للتشويه أو الحجب، في علامة على التغير السريع الذي يشهده وجه العاصمة الأفغانية في الأيام التي تلت تولي طالبان زمام الأمور فيها.
يذكر أنه خلال العقدين الماضيين، انتشرت المئات من صالونات التجميل في جميع أنحاء العاصمة الأفغانية لتبيع أدوات الزينة وخدمات الماكياج وطلاء الأظافر لنساء اضطررن لسنوات سابقة على الاختفاء عن المشهد العام.