المصدر / وكالات - هيا
تتصدر مدينة درعا واجهة الأحداث في سوريا منذ أكثر من شهرين بعد انهيار التسوية التي أدت إلى سيطرة النظام السوري على المدينة التي تقع جنوب البلاد وتعد معقل الاحتجاجات التي اندلعت في منتصف مارس من عام 2011 وتحوّلت لاحقاً لحربٍ طاحنة بأبعاد وتدخلات دولية.
فقد تجددت الاشتباكات مرةً أخرى بين قوات النظام والمعارضة المسلّحة ليل السبت واستمرت حتى مساء أمس الأحد في أحياء درعا الجنوبية، في وقتٍ تحاول فيه روسيا تهدئة الأمور في المدينة التي تشكل آخر معاقل المعارضة جنوبي البلاد، لكن "خارطة الطريق" التي كانت من المحتمل أن تشكل نقطة البداية لاتفاقٍ جديد بين رئيس النظام بشار الأسد ومعارضيه برعاية موسكو "باتت موضع خلاف" بعد رفض مسلّحين معارضين مغادرة درعا.
وأعلن عدنان المسالمة الناطق الرسمي باسم "لجنة المفاوضات" في درعا وهي الجهة الوحيدة التي تتولى التفاوض مع النظام نيابة عن وجهاء درعا وجماعاتها المسلّحة، عن "انهيار المفاوضات" مع قوات الأسد.
وقال لـ "العربية.نت" إن "المفاوضات انهارت نتيجة فرض النظام لشروطٍ جديدة منها وضع نقاط عسكرية داخل درعا البلد، ولذلك عاد القصف لتلك الأحياء ".
كما أضاف أن "إصرار النظام على هذه الآلية لن ينجم عنه أي تهدئة رغم محاولات الطرف الروسي"، متهماً موسكو بالوقوف مع دمشق والضغط على الفصائل وتابع: "في واقع الأمر نرفض الحرب، لكن النظام يحاول دخول درعا البلد بعد حصارها منذ أكثر من 70 يوماً "
التسوية.. لب المشكلة
ومن جهته، قال صلاح ملكاوي الباحث الأردني المختص بالشأن السوري إن "أساس المشكلة الحالية في مدينة درعا يكمن في التسوية التي أجرتها المعارضة مع النظام في صيف عام 2018".
كما أضاف لـ "العربية.نت" أن "تلك التسوية لم تكن بمثابة اتفاق سياسي أو عسكري. لقد كان ما جرى مجرّد اتفاق أمني بحت، لكن انهياره فاقم الأوضاع في درعا كما يحصل الآن".
رسالة إيرانية للروس
إلى ذلك، اعتبر أن "هناك أطرافا عدة تتدخل في الجنوب السوري مثل روسيا وإيران، وعلى سبيل المثال عملية اغتيال مسلّحين من قيادات الفيلق الخامس بمدينة درعا قبل أيام، كانت رسالة إيرانية للروس، بمعنى أن طهران حذّرت موسكو من اتخاذ خطوات أحادية دون التنسيق معها".
يذكر أنه على خلفية تعثر المفاوضات بين النظام و"لجنة التفاوض" التي تعرف أيضاً بـ "اللجنة المركزية"، خرج مئات المقاتلين
الرافضين لشروط النظام، من مدينة درعا، وغادروا إلى إدلب قبل يومين.
فيما رفض من تبقى من المقاتلين، دخول قوات النظام إلى الأحياء التي يسيطرون عليها جنوب المدينة والمحاصرة منذ أواخر يونيو الماضي.
وكانت المدينة شهدت هدوءا نسبيا منذ نحو 3 سنوات على خلفية "التسوية" التي أجراها النظام مع معارضيه برعايةٍ روسية.