استمرت الصحف الأميركية والبريطانية في اهتمامها بالمرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب وبمستقبل أميركا والغرب والعالم عموما في حال فوزه برئاسةالولايات المتحدة، وبالقلق الذي أثاره لدى قيادةالحزب الجمهوري، وكيفية تجاوز مأزق ترشيحه.
ونشرت واشنطن بوست مقالا لكاسلين باركر تقول فيه إن الجمهوريين يجدون أنفسهم حاليا أمام خيارين صعبين، أحدهما الاتفاق بالتفاهم على مرشح غير ترامب بشتى السبل خلال مؤتمر الحزب مثل أن يتنازل مرشحان من المرشحين الثلاثة (تيد كروز، وماركو روبيو، وجون كاسيش)، الذين يأتون بعد ترامب في ترتيب المرشحين، لواحد منهم، على أن يصبح أحد الاثنين المتبقيين نائبا للرئيس وأن يُوعد الثالث بمنصب رفيع في الإدارة الجديدة إذا تولى جمهوريٌّ الرئاسة.
وقالت إن استطلاعات الرأي تشير إلى أن ترامب يمكنه الفوز على منافسيه الجمهوريين، لكنه لا يستطيع هزيمة هيلاري كلينتون، وفي الوقت نفسه من المرجح أن يهزم أي من المرشحين الجمهوريين الثلاثة الذين يأتون بعد ترامب في الترتيب هيلاري كلينتون.
مقامرة خطرة
وأوضحت أن الخيار الثاني للجمهوريين هو أن يصوّتوا لكلينتون. وقالت إن التصويت لكلينتون لا يعني نهاية العالم، لكن فوز ترامب يمكن أن يمثل نهاية العالم. وأكدت أن تعلق بعض الجمهوريين بأمل ألا يكون ترامب يعني ما يقول هو مقامرة خطرة جدا.
واختتمت قائلة إن نهاية الحزب الجمهوري أفضل لأميركا من أن يكون مستمرا ويدفع بشخص مثل ترامب لرئاسة البلاد.
أما صحيفة نيويورك تايمز فقد نشرت مقالا للكاتب نيكولاس كريستوف قال فيه إنه لا يتصور كابوسا أكثر إخافة من أن يتولى ترامب، المتعجل الساخط الذي يتصبب أصبعه عرقا وهو يضغط على زناد السلاح النووي، رئاسة الولايات المتحدة "من المرجح أن يتسبب في حرب تجارية أو حرب حقيقية".
الأخطر عالميا
وأضاف أن ترامب خطر على الأمن القومي الأميركي، فسياسته الداخلية لا تثير المخاوف لأنها ستخضع للرفض والمراجعة من قبل مختلف المؤسسات، لكن الدستور يمنح القائد العام -الرئيس- سلطات أوسع بكثير في إصدار أمر للجيش لتنفيذ عمليات خارجية. وأشار إلى أن صحيفة دير شبيغل الألمانية وصفت ترامب بأنه أخطر شخصية في العالم، كما أن أكثر من مئة شخصية قيادية بالحزب الجمهوري نشروا خطابا مفتوحا قبل أيام قليلة يحذرون فيه من أنهم لن يصوتوا لترامب.
وقال أيضا إن ترامب شوّه صورة أميركا في الخارج حتى قبل أن يتولى الرئاسة، وعزز الكاريكتيرات الساخرة من أميركا في العالم، وحوّل بلاده إلى موضوع للضحك والسخرية، وإن كثيرا من العواصم تعتبره مهرجا وخطرا "إنه أحمدي نجاد أميركا".
وتوقعت صحيفة صنداي تلغراف البريطانية أن تتسبب أي مساومات واتفاقات داخل مؤتمر الحزب الجمهوري لإبعاد ترامب في إثارة الغضب والفوضى وسط الجمهوريين أنصار ترامب، وستجعل من المستحيل هزيمة كلينتون من قبل أي مرشح جمهوري.
وأوضحت أن المساومات والاتفاقات غير ممنوعة قانونيا، لكن أنصار ترامب سيرون أنها قبيحة ولا تختلف عن أي صورة من صور الفساد وسيشعرون بسرقة انتخاباتهم داخل حزبهم. وقالت إن كثيرا من الجمهوريين يرون أن أخف الأضرار هو أن يتركوا ترامب يفوز بترشيح الحزب الجمهوري، ثم لا يصوتون له أمام هيلاري كلينتون، التي ستشكل رئاستها عبئا ثقيلا عليهم "لكن يمكن احتماله أكثر من عبء ترامب".