المصدر / وكالات - هيا
لم يفاجئ خطاب الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، الحكومة الإسرائيلية بما يتعلق بالقضية الفلسطينية والاتفاق النووي مع إيران. فقد كانت إسرائيل على علم بهذه المواقف – حل الدولتين غير قابل للتطبيق حاليا وعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي – من خلال الحوار المتواصل بين الجانبين.
وبالنسبة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، فإن الرسالة الأهم، وكذلك المرضية، تلك المتعلقة بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني وأن الطريق ما زال طويلة لحله، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الأربعاء.
يذكر ان بايدن قال امس انه لا زال يدعم حل الدولتين :"نحن بعيدين جدا حاليا من هذا الحل، لكنني لا زلت اؤمن فيه".
وأوضح، أن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان أن تصبح إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية"، مضيفاً: "نحن بعيدون عن ذلك في الوقت الحالي ولكن يجب أن نستمر في المحاولة
وأضافت الصحيفة أن تصريح بايدن مهم لبينيت من جهتين، لأنه يطيل عمر الحكومة الإسرائيلية ويخفف الضغوط عليها من جانب الأحزاب داخل الائتلاف وكذلك من جانب المجتمع الدولي بتنفيذ خطوات سياسية مقابل السلطة الفلسطينية، وهو ما يرفضه بينيت بشكل قاطع.
واعتبرت الصحيفة أن تصريح بايدن يعبر عن "مصلحة ثلاثية، للسلطة الفلسطينية وحكومية بينيت والإدارة الأميركية، بأنه لا جدوى من دفع عملية سياسية ملموسة في السنوات القريبة المقبلة". وبحسب الصحيفة، فإن "مسؤولين في السلطة الفلسطينية طلبوا من إسرائيل والولايات المتحدة دفع خطوات اقتصادية ’تحت الرادار’، من من عملية سياسية معلنة".
وفي هذا السياق، صادقت الحكومة الإسرائيلية على زيادة عدد تصاريح العمل في إسرائيل بعدة آلاف، كما صادقت على بناء بضع مئات الوحدات السكنية في قرى فلسطينية في مناطق C، وهو ما تعتبره إسرائيل أنه "بادرات نية حسنة" تجاه الفلسطينيين. إلى جانب ذلك، فإن الحكومة الإسرائيلية المؤلفة من أحزاب في أقصى اليمين وأخرى في اقصى اليسار الصهيوني، استندت إلى تفاهمات بعدم التقدم سياسيا مقابل الفلسطينيين من أجل منع توترات داخلية تؤدي إلى سقوطها.
من جهة أخرى، أثار طلب بايدن فتح صفحة جديدة بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة، في أعقاب سياسة سلفه، دونالد ترامب، الصدامية، قلقا في إسرائيل، على خلفية ادعاءات الأخيرة بأن الأمم المتحدة منحازة ضدها، ويخشون في إسرائيل من أن "عناق بايدن الدافئ للأمم المتحدة سيمنح وزنا إشكاليا لقرار مناهضة لإسرائيل".
فيما يتعلق بالاتفاق النووي وعودة الولايات المتحدة إليه، فإن الترجيحات في إسرائيل، في أعقاب حوار بين الجانبين وبضمنه لقاء بايدن وبينيت، الشهر الماضي، تشير إلى أنها لن تتمكن من إقناع إدارة بايدن بالعدول عن ذلك.
وأوصى الإسرائيليون خلال هذه المحادثات بأن تكون السياسة الأميركية تجاه إيران أشد، وحتى أن توجه تهديدا عسكريا إلى طهران. وأشار المحلل العسكري في الصحيفة، عاموس هرئيل، إلى أنه خلال المحادثات بين الإسرائيليين والأميركيين في هذا الخصوص، قال قسم من مستشاري بايدن، الذين كانوا ضالعين في بلورة الاتفاق النووي في العام 2015، لنظرائهم الإسرائيليين إن قرار ترامب باغتيال قائد "فيلق القدس"، قاسم سليمان، كان "خطأ ينبغي الأسف عليه".
ولفت هرئيل إلى أنه على الرغم من تلويح مسؤولين إسرائيليين بخيار عسكري ضد إيران، "إلا أن خيارا كهذا ليس مطروحا الآن. وسيطالَب الجيش الإسرائيلي بإعادة بناء قدرة كهذه، التي كانت جزئية في ذروتها أيضا".